ذلك الشباك وإلى الصندوق (١). ويبدو أن حفظ المقام داخل الكعبة حدث عقب سيل أم نهشل حفاظا عليه (٢). واستمروا في وضعه داخل الكعبة المشرفة لعدم وجود مكان حصين يحفظ فيه ، ولكن بعد بناء مكان له أصبح موضعه ثابتا.
وقد بقي طواف النساء كما هو في أيام ابن جبير في آخر الحجارة المفروشة حول الكعبة (٣).
واستمرت احتفالات أهل مكة في يوم الجمعة وخروج الخطيب والمؤذنين وغير ذلك مما ذكره ابن جبير. ولم تتغير عاداتهم سواء في استهلال الشهور العربية وخروج الأمير إلى المسجد الحرام وطوافه ودعاء المؤذن الزمزمي له وتهنئته بدخول الشهر وطرق احتفالهم بشهر رجب والعمرة وغيرها من العبادات واحتفالهم أيضا في شهر شعبان من إيقاد المصابيح والمشاعل والصلاة والطواف والخروج للاعتمار (٤).
وكذلك احتفالاتهم في رمضان من ضرب الطبول عند باب الأمير ، وتفّرق الأئمة السنيين استعدادا لإقامة التراويح ، وتجديد فرش المسجد ، والإكثار من الشمع والمشاعل ، واستمرار عادة ختم القرآن الكريم في الوتر من العشر الأواخر لشهر رمضان ، كما كانت عليه في عهد ابن جبير من قيام أحد أبناء كبار أهل مكة المكرمة فينصب له المنبر للخطبة وبعد الانتهاء يتوجهون إلى منزل والد الصبي لتناول الطعام.
واستمروا في الاحتفال ببداية شهر شوال وتزيين الحرم المكي بالمصابيح والشموع الموقدة في جميع أنحاء الحرم وسطحه وسطح المسجد الموجود بأعلى جبل أبي قبيس.
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٦.
(٢) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ٣٣.
(٣) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٧.
(٤) المصدر السابق ، ص ١٦٠ ـ ١٦٥.