فنلاحظ أن تلك الاحتفالات لم يطرأ عليها تغيير عما ذكره ابن جبير من صلاتهم للعيد بالمسجد الحرام وبتبكير آل الشيبي بالحضور وفتحهم باب الكعبة المشرفة وتلقّيهم لأمير مكة المكرمة وخروج أهل مكة المكرمة عقب صلاة العيد إلى مقبرة المعلاة.
أما الاحتفال بإحرام الكعبة المشرفة فظل في زمن ابن بطوطة كما كان في زمن ابن جبير. ولم يقم سدنة البيت بتقطيع ثوبها القديم وتوزيعه على الحجاج كما حصل زمن التجيبي ، مع استمرار عدم فتح بابها إلا عقب وقفة عرفات.
واستمر الاحتفال بشهر ذي الحجة زمن رحلة ابن بطوطة (١) من حيث ضرب الطبول في أوقات الصلاة إلى يوم الصعود إلى عرفات ويقوم الخطيب يوم السابع من ذي الحجة إثر صلاة الظهر بإلقاء خطبة في الناس ترشدهم إلى الطرق الصحيحة في أداء الفريضة. وهذه العادة كانت موجودة وقت زيارة ابن جبير لمكة المكرمة (٢).
أما زمن رحلة التجيبي فقد أشار إلى عدم وجود عادة ضرب الطبل في ذي الحجة (٣). وهناك احتمال بعودتها زمن وجود ابن بطوطة في مكة المكرمة أو أنه في ذكره لهذا الأمر عائد لنقله عن ابن جبير في رحلته.
أما الكعبة المشرفة فترتدي حلّتها الجديدة في ثالث أيام عيد الأضحى ، وتميزت بلونها الأسود وقماشها من الحرير مبطنة بالكتان في أعلاها طراز مكتوب فيه بالبياض ، وترفع أطرافها حفاظا لها من عبث الحجّاج.
ويتم فتح باب الكعبة المشرفة كل يوم بعد النزول للعراقيين والخراسانيين لتأخّر سفرهم عقب سفر الركبين الشامي والمصري بأربعة أيام (٤).
__________________
(١) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٦٦ ـ ١٦٨ ـ ١٦٩ ، ٦٨.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٤٩.
(٣) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٨.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٥٨ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٧١.