أما البلوي فأشار إلى طواف النساء بعيدا عن الاختلاط بالرجال (١).
وقد أشار ابن جبير إلى الأرض المحيطة بالكعبة المشرفة وأنها مفروشة بحجارة تشبه الرخام (٢) وفي وقت وجود ابن بطوطة عبارة عن حجارة سوداء تصبح شديدة الحرارة بفعل أشعة الشمس فعملوا على رشها بالماء من حين لآخر لإكسابها نوعا من البرودة (٣).
٥ ـ المواكب :
تقاليد دخول الشريف إلى الحرم عند بداية كل شهر هجري :
يتقدم القراء أمامه لقراءة القرآن الكريم ويحرص على الدخول من الباب المسمّى باب النبي محاطا بحاشيته المؤلفة من القواد والحرابة ويتجّه إلى المطاف يتقدّمه الخدم والأتباع وبأيديهم الحراب ويقوم الخدم بفرش سجّادة من الكتان يصلي عليها ثم يشرع في الطواف. وعند إكماله لشوط يرتفع صوت أخي المؤذن الزمزمي داعيا للأمير بقوله : " صبح مولانا بسعادة دائمة ونعمة شاملة". مع تهنئة الشريف أو الأمير بكلام جميل ومدحه بأبيات من الشعر ؛ فإذا أطّل الأمير من الركن اليماني يرفع صوته بالدعاء كما سبق مع أبيات من الشعر مختلفة عن سابقتها أيضا في مدح الأمير وعائلته ويستمّر في ذلك حتى نهاية الأشواط السبعة. ويلاحظ أن عمر أخي المؤذن الزمزمي هذا لا يتجاوز إحدى عشرة سنة. وعقب انتهاء الطواف يؤدي الأمير ركعتي الطواف عند الملتزم ثم ينصرف (٤).
أما عن موكب الأمير خلال الاحتفال بشهر رجب إذا خرج إلى الميقات للعمرة بين أبنائه وقواده وأمامه الرايات المرتفعة والطبول بين يديه تتبعه حاشيته وعسكره على مراتبهم ويقومون باللعب بين يديه. ويخرج أعراب البوادي
__________________
(١) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣٠٤.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٣.
(٣) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٧ ، ١٢٢.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ٧٤ ـ ٧٥.