ممتطين الإبل الجميلة المنظر مسابقين للخيل بها مع رفع أصواتهم بالدعاء والثناء للأمير حتى وصوله إلى المسجد الحرام ، وعقب انتهاء طوافه يقوم وأمامه الحرابة وبعد الفراغ من السعي استّل أتباعه السيوف أمامه والتفّوا حوله حتى يصل إلى منزله القريب من المسعى.
وموكب العامة مختلف في طريقته عن موكب الأمير عند احتفالهم بالعمرة الرجبية. فيكون خروجهم أول الشهر بقبائلهم وحارة حارة متقلدين لأسلحتهم بترتيب معّين ، فالفرسان بخيولهم في البداية مع الرقص بالأسلحة ، ثم الرجّالة يتبارون بأسلحتهم والحراب بأيديهم مرتدين تروسهم ومتقلدين سيوفهم ويأخذون في مبارزة بعضهم بعضا ثم رمي الحراب في الهواء والعودة للإمساك بها بإتقان شديد (١).
كما وصف لنا الرحالة طريقة موكب خطيب المسجد الحرام لصلاة الجمعة إذ يأخذ الخطيب طريقه إلى المسجد من باب النبي تحيط به رايتان سوداوان يمسك بهما رجلان من المؤذنين وبين يديه يسير آخر حاملا لعصا مخروطة الشكل حمراء اللون في طرفها جلد مفتول رقيق يضربها في الهواء فيسمع صوتها وهي إعلان عن وصول الخطيب وتسمى الفرقعة. وعند اقترابه من المنبر يبدأ بتقبيل الحجر الأسود ثم يصعد إلى منبره وأمامه رئيس المؤذنين بالحرم ، وعند صعود الخطيب لأول درجات المنبر يقلّده المؤذن السيف فيضرب درجات المنبر به حتى يقف في أعلاه داعيا مستقبلا الكعبة المشرفة وعند انتهائه من أداء صلاة الجمعة يأخذ طريقه خارج الحرم تحيط به الرايتان السوداوان والفرقعة تضرب أمامه إيذانا بانصرافه (٢).
أما التجيبي فقد أشار إلى عدم وجود الفرقعة هذه ولم يرها وقت عيد الفطر (٣).
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٠٦ ـ ١١٠.
(٢) المصدر السابق ، ص ٧٢ ـ ٧٤.
(٣) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٤٦٤ ـ ٤٦٥.