أما الحلويات فهناك نوع يصنع من العسل والسكر المعقود مع إضافة الفواكه الطازجة والمجففة إليه وقد أتقن أهل مكة المكرمة صنع هذا النوع (١).
ومن خلال استعراضنا لهذا المبحث يتبين لنا أن الرحالة المغاربة والأندلسيين لم يتطرقوا لذكر الاحتفالات الاجتماعية التي يحتفل بها أهل مكة المكرمة بخاصة وأهل الحجاز بصفة عامة مثل احتفالات الزواج والختان وغيرها. كما لم يشيروا إلى أنواع الملابس والحلي التي كانت منتشرة بهذا المجتمع في تلك الفترة. وهذا بطبيعة الحال عائد الى أنهم كانوا حجاجا وطلبة علم أكثر من أى شيء آخر.
ثانيا : الحياة الاقتصادية :
تظهر لنا حالة الحجاز الاقتصادية من خلال كتب الرحالة المغاربة والأندلسيين في إشاراتهم للزراعة والصناعة والتجارة إذ عن طريقها يمكننا معرفة مدى الازدهار والركود الذي ساد في تلك الفترة.
ولم تحظ الناحية الاقتصادية بعناية المؤرخين حيث إن كتاباتهم اهتمت بإظهار الجانب السياسي أكثر من النواحي الأخرى. وقد تطلّب استخراجها الكثير من الجهد لقلّة المادة العلمية في هذا المجال ؛ ولذا سيكون إظهارها قاصرا على ما ورد في كتب الرحالة ، إلى جانب ما أورده بعض المؤرخين في هذا الصدد.
١ ـ الزراعة ومصادر المياه :
وفيما يتعلق بالزراعة في بلاد الحجاز نلاحظ اعتمادها على المياه. ومن ناحية توفرها نجد في القرين بئر مياه عذبة. وفي مكة المكرمة هناك سقاية للماء. وفي بطن مر وخليص وبدر والصفراء (٢) وقباء (٣) مياه آبار عذبة. وترتب
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٨.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٥٧ ـ ٥٨ ، ٨٨ ـ ٨٩ ، ٩٣ ، ١٦١ ـ ١٦٦.
(٣) (قباء) : بئر هناك عرفت به وهي على بعد ميلين يسار القاصد إلى مكة. انظر ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٤ ، ص ٣٠١.