السكر والعسل (١). كما قام السرو (٢). بجلب الحنطة واللوبيا والسمن وغيرها ، فهؤلاء كانوا ذوي أهمية كبيرة في اقتصاد أهل مكة المكرمة بما كانوا يحملونه من أرزاق حتى أن أهل مكة المكرمة شبهوا مقدمهم بمقدم المطر لكثرة الخير الذى يعم عليهم بوجودهم. ومن الجهات التي تحمل السلع منها إلى مكة المكرمة أيضا بلاد العراق وخراسان والحبشة والمغرب (٣).
أما أهم الصادرات من مكة المكرمة لأهل اليمن فقد تمثّل في الأمتعة والملابس والملاحف والفرش وهي أشياء لا يحملها التجار من أهل مكة المكرمة إليهم ، بل نجدها تتم بواسطة المقايضة مع هؤلاء القوم لعدم استعمالهم للنقود في البيع والشراء ، بل يقومون باستبدال ما حملوه إلى مكة من الأطعمة بالأمتعة التي أشرنا إليها.
ويلاحظ أيضا من كلام ابن جبير أن النقود المستخدمة في البيع والشراء في مكة هي الدنانير والدراهم (٤).
* الأسواق التجارية :
تعددت الأسواق التجاربة في بلاد الحجاز وتنّوعت مبيعاتها وأوقاتها ففي مكة المكرمة يوجد سوق تجاري ما بين الصفا والمروة تباع فيه الأطعمة ، وسوق للبزازين (٥) والعطارين عند باب بني شيبة (٦) وسوق الدقاقين (٧) في
__________________
(١) المصدر السابق ، ص ٩٦ ـ ٩٨.
(٢) (السرو) من قبائل العرب لهم قرى كثيرة تصل إلى أكثر من مائتي قرية وهم أهل جبال السراة من قبائل غامد وزهران وغيرها. انظر ابن جبير : الرحلة ، ص ١١٠ ؛ ابن المجاور : تأريخ المستبصر ، ص ٢٦ ـ ٢٧ ؛ عبد القدوس الأنصاري : مع ابن جبير في رحلته ، ص ١٩٧.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٦ ـ ٩٧.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ١١١ ، ٩٨.
(٥) (البزاز) بائع الثياب والأمتعة. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣١٢.
(٦) ابن جبير : الرحلة ، ص ٨٥ ؛ ابن المجاور : تاريخ المستبصر ، ص ١٢ ـ ١٣.
(٧) (الدق) مصدر قولك دققت الدواء أدقّه دقا والدقاقة ما اندّق من الشيء والدقاق فتات كل شيء دق وأهل مكة يطلقون على توابل القدر دقة (البهار). انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ١٠٠ ـ ١٠١ ويحتمل أنه سوق للطحانين أو بائعي البهارات.