الإسلامي (١) ويبدو أن انتشار الكتب في البلاد الإسلامية عائد إلى طلبة العلم المتنقلين بين المراكز العلمية.
وكانت مكة المكرمة من أبرز مراكز العلم في العالم الإسلامي بفضل كثرة العلماء بها بالإضافة إلى علمائها من العائلات التي تخصصت في طلب العلم وتوارثته كما توارثت خطبة الجمعة والإمامة في المسجد الحرام (٢) مثل عائلة الطبري كما قام العلماء بالتعليم والتدريس دون مقابل (٣).
ثانيا : مراكز العلم ومدارسة
مكة المكرمة :
كان المسجد الحرام من أعظم المراكز العلمية بالحجاز على الإطلاق. فهو مقر للتدريس وجامعة مفتوحة لطلبة العلم لا فرق بين غنيهم وفقيرهم. ففيه تعقد حلقات العلم (٤) حيث يتصدر الشيخ الحلقة وحوله التلاميذ من مختلف الجنسيات (٥) إلى جانب تنوع العلوم الملقاة فيها (٦). ويظهر ذلك من تراجم مختلف العلماء لدى الرحالة المغاربة والأندلسيين.
ولم يكن التعليم في المسجد الحرام وفق منهج محدد بل كان الأمر متروكا لكل عالم في تدريس المفيد والصالح من العلم (٧) والطالب يتبع ميوله العلمية فإذا برز في علم واستطاع اجتياز الامتحان أجيز فيه وأصبح مؤهلا لتدريس ذلك العلم (٨).
__________________
(١) ياقوت الحموي : معجم الأدباء ، ج ٩ ، ص ٢١١.
(٢) أحمد السباعي : تاريخ مكة ، ج ١ ، ص ٢١٧.
(٣) عبد الرحمن صالح : تاريخ التعليم في مكة المكرمة ، ص ٣٩.
(٤) على حسني الخربوطلي : الحضارة العربية الإسلامية ، ص ٢٢٩.
(٥) عبد الرحمن صالح عبد الله : تاريخ التعليم في مكة المكرمة ، ص ٤١.
(٦) محمد الحسيني : الحياة العلمية في الدولة الإسلامية ، ص ٣٧ ـ ٣٨.
(٧) عبد الرحمن صالح عبد الله : تاريخ التعليم في مكة المكرمة ، ص ٤١.
(٨) على الخربوطلي : الحضارة العربية الإسلامية ، ص ٢٢٩ ـ ٢٣٠.