وشارك الجغرافيون المحدثون في تحديد الحجاز حيث ذكر القثامي : أن العقبة والبتراء ضمن الحجاز مدخلا فيه خيبر وتيماء وتبوك والعلا (١). بينما يرى البلادي : أن حدود الحجاز غير معروفة (٢). أما العلي فيميل إلى أن الحجاز هو الحد الفاصل بين تهامة ونجد مع التسليم بالاختلاف في تحديد الأماكن من الجهتين الشرقية والغربية (٣).
ويظهر من استعراض بعض أقوال الجغرافيين المسلمين عدم اتفاقهم على حدود جغرافية واضحة المعالم للحجاز ، وما ورد من أقوالهم لا يحدد موقعه بدقة ، وإنما يشير إلى موقعه بصورة عامة.
لذا نقتصر على المنطقة التي يعتقد أنها من الحجاز. والتي تبدأ من تبوك شمالا إلى أطراف اليمن جنوبا ومن ساحل البحر الأحمر غربا إلى أطراف نجد شرقا.
ثانيا : مفهوم الرحلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة :
لم يدع الإسلام وسيلة من الوسائل التي تفيد الإنسان إلا وحثه على فعلها ، ومنها الرحلة. سواء أكانت للعلم أو الهجرة بالدين من أرض الشرك إلى أرض الإسلام أو الحج أو التجارة.
وفي بداية الحديث عن الرحلة لابد من التطرق إلى أولى الرحلات الثابتة لدينا والمستقاة من أوثق وأصدق مصادرنا الإسلامية وهو القرآن الكريم. فقد حفل القرآن الكريم بالأمثلة العديدة لكل نوع منها على الرغم من عدم ورود لفظ رحلة فيه إلا مرة واحدة في سورة قريش. قال تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(٤).
__________________
(١) القثامي : الأثار في شمال الحجاز ، ج ١ ، ص ١٨.
(٢) البلادي : معجم معالم الحجاز ، ج ١ ، ص ٨.
(٣) صالح العلي : تحديد الحجاز عند المتقدمين ، مجلة العرب ، الرياض ، ج ١ ، السنة الثالثة ، رجب ١٣٨٨ ه / تشرين الأول ١٩٦٨ م ، ص ٩.
(٤) القرآن الكريم : سورة قريش ، ١٠٦ / ١ ـ ٤.