أولا : المشاهدات الجغرافية :
نال الوصف الجغرافي اهتمام الرحالة المغاربة والأندلسيين ، خاصة الرحالة الوصفيين منهم فرحلاتهم إلى الحجاز أتاحت لهم إبراز نبوغهم وتفوقهم فيما كتبوه ، فخلفوا لنا تراثا تناول جميع الموضوعات التى استأثرت ميولهم واهتماماتهم مما جعلهم يركزون على موضوع دون آخر. ويغلب على جميع الرحالة الوصفيين اتباع منهج واحد تقريبا وهو البدء بالوصف الجغرافي عند بداية دخولهم أو خروجهم من المدن والقرى التي هبطوا فيها ، سواء أقاموا بها أو كانت محطات لرحلاتهم أثناء سيرهم ، ووصفهم هذا مبني على المشاهدة المباشرة وعلى بعض ما سمعوه من روايات أو أساطير مع حرصهم على التفريق بين ما شاهدوه وما سمعوه دون أن يؤثر في سردهم ووصفهم بقدر ما هو معبر عن أفكار ومعتقدات الناس في تلك البقعة والفترة.
وهذا بلا شك من أهم الخصائص التي قامت عليها الرحلات المغربية والأندلسية والتي أكسبتها قيمتها كمصدر مهم من مصادر تاريخ الحجاز.
فالرحالة المغاربة والأندلسيون سجلوا ما رأوه وما سمعوه بدقة. فهم شديد والملاحظة حريصون على التعرف والتعريف بما مروا به من بلاد وعباد ، إضافة إلى كتابة ذلك بأسلوب رفيع رقيق العبارة مع دقة في الوصف والتعبير جعلهم في جملة الأدباء بسبب ما زخرت به كتب رحلاتهم بجميع المقومات الأساسية التي اشتمل عليها الوصف الجغرافي. وسار عليها معظم الرحالة فمنهم من تعرض لهذا الوصف تارة وأهمله بعضهم تارة أخرى أو تناوله لماما بحسب ميله وتركيزه.
المشاهدات الجغرافية :
وصف المدن :
مكة المكرمة :
اختص الرحالة المغاربة والأندلسيون بالوصف الكلي ومن ثم الجزئي للمدن التي نزلوا بها وعلى رأسها مكة المكرمة لمكانتها الدينية والعلمية في نفوس المسلمين.