كما حدد المسافة بينه وبين مكة بثلاثة أميال (١). وهو المكان الذي قصده النبي صلىاللهعليهوسلم للعبادة فيه. أما غاره فسهل المدخل وجوفه يشبه الحوض (٢). وأكّد التجيبي المسافة التي ذكرها ياقوت (٣).
ويعرف الآن أيضا بجبل النور ولعل ذلك تيمنا بنزول أول آيات الذكر الحكيم على النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)(٤) وهو الذي اهتدت بنوره البشرية جمعاء. وقد أصبح داخل عمران مكة المكرمة وأطلق على الحي الذي حوله بحي جبل النور.
جبال التنعيم :
سماها الرحالة جبال الطير وهي أربعة تقع على طريق التنعيم اثنان من الجهة اليمنى واثنان من الجهة اليسرى وعليها أربعة أعلام من الحجارة يقال إنها الجبال التي وضع عليها إبراهيم عليهالسلام أجزاء الطير (٥).
وانفرد التجيبي بذكر الجبل الواقع يمين المتجه من مكة إلى التنعيم سماه بالبكاء لزعم العوام أن الحجارة تنحدر منه يوم عرفة في كل سنة دون سائر الأيام لذا سمي البكاء (٦).
منى والمزدلفة وعرفات (٧) :
منى :
تميزت منى بطولها الممتد نحو ميلين وضيق عرضها ، محاطة بالجبال المقبل منها من منى والمدبر ليس منها (٨) ، ووصفها التجيبي بشبه قرية مقامة
__________________
(١) يقدر الميل بألف باع ويساوي ٦١٥ مترا ، انظر أحمد رمضان أحمد : الرحلة والرحالة المسلمون ، ص ٦٠ ـ ٦١ هامش ١.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٠ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٥٧.
(٣) ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٢٣٣.
(٤) القرآن الكريم : سورة العلق ، ٩٦ / ١.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ٨٩ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٦١ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٤ ـ ١٤٥ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣٠٩ ؛ انظر ما سبق ، ص ٢١٤ ـ ٢١٥.
(٦) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ١٦١.
(٧) انظر الرسم لمنى والمزدلفة وعرفات رقم ٢ ، ٣.
(٨) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٠٥.