سفر فقال لعمار انطلق فاستق لنا من الماء فانطلق فعرض له الشيطان في صورة عبد أسود فحال بينه وبين الماء فأخذه فصرعه عمار فقال له دعني وأخلي بينك وبين الماء ففعل ثم أتى فأخذه عمار الثانية فصرعه فقال دعني وأخلي بينك وبين الماء فتركه فأتى فصرعه فقال له مثل ذلك فوفى له فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إن الشيطان قد حال بين عمار وبين الماء في صورة عبد أسود وإن الله أظفر عمارا به قال علي فلقينا عمارا فقلت ظفرت يداك يا أبا اليقظان فإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال كذا وكذا [فقال عمار](١) أما والله لو شعرت أنه شيطان لقتلته ولكن هممت أن أعض بأنفه لو لا نتن ريحه» (٢).
وأخبر السمهودي عن بئر ذات العلم بأنه تجاه الروحاء يقال أن علي ابن أبي طالب رضياللهعنه قاتل الجن بها وهى بئر عميقة. وأضاف في موضع آخر أن البئر المذكورة تقع بذي الحليفة يسميها العوام بئر علي ونسبتها إليه غير معروفة عند أهل العلم (٣).
وادي الصفراء :
على بعد ثلاثة أيام من المدينة. وهو عبارة عن قرى كثيرة متصل بعضها ببعض لمسافة يوم نحو المدينة ، وبه العيون الكثيرة وحدائق النخيل والبساتين التي يزرع بها البطيخ والدباء والقطاني (٤) وغيرها.
__________________
(١) إضافة لاستقامة المعنى.
(٢) بدر الدين الحنفي : غرائب وعجائب الجن كما يصورها القرآن والسنة ، ص ١٤٧.
(٣) السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٤ ، ص ١١٣٩ ؛ ١١٩٥.
(٤) (القطاني) هي الحبوب التي تدخر كالحمص والعدس والباقلي والترمس والدخن والأرز والجلبان والقطنية الحبوب التي تخرج من الأرض والقطاني الخلف وخضر الصيف والقطنية اسم جامع لهذه الحبوب التي تطبخ وسميت الحبوب قطنية لأن مخارجها من الأرض مثل مخارج الثياب القطنية ويقال لأنها تزرع كلها في الصيف وتدرك في آخر وقت الحر. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٣٤٤ ـ ٣٤٥.