الشتاء أو فصل الصيف وقلة المطر ، وبالتالى تتغير أوصاف أماكن الماء.
فالرحالة الذي يصادف قدومه عقب سقوط الأمطار لا شك أنه يرى كثرة المياه وعذوبتها ومن يأتي في موسم قلة الأمطار وفصل الصيف يشير إلى ندرة الماء ومرارته.
ثانيا : العمارة الدينية :
المساجد :
لا بد لنا قبل أن نتطرق للحديث عن المساجد التي تناولها الرحالة المغاربة والأندلسيون في مكة المكرمة أن نبدأ الحديث عن المسجد الحرام. فالملاحظ في كتب الرحلات : أن وصف المسجد الحرام أخذ حيزا كبيرا يناسب مكانته ومنزلته في نفوس المسلمين. فقد اعتنوا بوصفه عناية فائقة تجعل كتبهم من المصادر المهمة في تاريخه خلال القرنين السابع والثامن الهجريين. فمن الرحالة المقل في وصفة ، ومنهم المفصل الذي لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وتناولها بالوصف مثل ابن جبير ، ومنهم الناقل عن الأزرقي لقصر الوقت الذي أمضاه في مكة المكرمة كالعبدري ومنهم من لم يتطرق لوصفه أمثال أصحاب البرامج كالوادي آشي والرعيني.
المسجد الحرام :
وهو عبارة عن ساحة كبيرة تحيط بكل جانب منه ثلاث بلاطات مسقوفة ، وتحملها ثلاث سوار عالية من الرخام بدت كأنها بلاط واحد (١). أما طوله فقد ذكر ابن جبير أنه أربعمائة ذراع وعرضه ثلاثمائة ذراع (٢) ، ونجد أن التجيبي قد أورد إيضاحا أكثر عن ساحة المسجد الحرام معتمدا في ذلك على شيخه عماد الدين المكي نقلا عن الأزرقي مشيرا إلى أن طوله من باب بني شيبة إلى
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٧ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٦٨ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٢ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٢ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣٠٦.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٦٧. انظر الرسم للمسجد الحرام رقم ٦.