والملاحظ أن وصف الرحّالة لداخل الكعبة في تلك الفترة وما وجد فيها من أشكال رخامية وغيرها نجده مخالفا لما ورد عند الأزرقي وابن رستة وصاحب الاستبصار والفاسي (١). وربما يعود هذا إلى قيام بعضهم بتجديدات داخل الكعبة المشرفة.
كما نجد أن الكعبة المشرفة ما زالت إلى الوقت الحاضر تكسى من الداخل بالحرير الأخضر. أما وضع داخل الكعبة المشرّفة في الوقت الحاضر فمختلف بعض الشيء عما سبق ، فأرض الكعبة المشرفة مفروشة بالرخام الأبيض وهو نفس الرخام المفروش به صحن الطواف. أما السلّم الموصل لسطح الكعبة فأصبح الآن عبارة عن درجات من الألمنيوم أو النيكل فقط موضوع عليه ستارة. وهذه الدرج تفضي إلى سطح الكعبة عن طريق فتحة مشابهة لغطاء الخزانات يفتح إلى الأعلى ولا توجد بها فتحات للإنارة كما كان على عهد الرحالة ، فبمجرّد قفل الباب يسود الظلام الدامس داخل الكعبة.
وتعتمد الإضاءة داخلها على الشموع المحمولة على الشمعدانات الفضية ـ كما يربط بين الأعمدة الثلاثة بداخل الكعبة والتي لا تزال موجودة إلى الآن ـ قضيب من الحديد لتعليق القناديل الفضية وبعض التحف الفضية والذهبية.
ويوجد بين العامود الثاني والثالث صندوق من الخشب لوضع الأباريق والأدوات المستعملة في غسل الكعبة المشرفة. ويلاحظ أن مقتنيات الكعبة وهداياها الثمينة قد سرقت منذ عهود سابقة ولم يبق إلا بعض المباخر والقناديل.
ويغطّي الجدار الأعلى من الكعبة قماش أخضر أما النصف الأسفل فهو من الرخام الأبيض.
__________________
(١) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ١ ، ص ٢٩٠ ـ ٣٠١ ؛ ابن رستة : الأعلاق النفيسة ، ص ٣٠ ـ ٣٧ ؛ مؤلف مجهول : الاستبصار ، ص ١٣ ـ ١٦ ؛ الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٧ ، ١٧٣ ـ ١٧٤.