أما الأعمدة الموجودة في داخل الكعبة فأعلاها مغطى بقماش أخضر مزّين بالآيات القرآنية والجزء الظاهر من الأعمدة أشبه ما يكون بالخشب ولونه بلون خشب العود وهذا راجع إلى كثرة دهنه بالطيب.
وما زالت الكعبة إلى الآن تحتوي على سقفين وربما كانت الأعمدة الثلاثة موضوعة لدعم السقف الأول من جهة أرض الكعبة. ويعد أعلى السقف الأول مخزنا للكعبة الآن بعد أن كان فجوة بداخلها (١).
المقامات بالحرم المكي الشريف :
أشار ابن جبير إلى وجود أربعة مقامات بالمسجد الحرام : منها مقام للإمام المالكي ويقع أمام الركن اليماني وهو على شكل محراب مبني بالحجارة.
أما مقام الإمام الحنفي فيقع أمام الميزاب. بينما الإمام الحنبلي يصلي ما بين الحجر الأسود والركن اليماني إذ ليس له مقام كبقية الأئمة ؛ إذ أن حطيمه (٢) هدمه مرجان الخادم خادم الخليفة المقتفي تعصبا منه ضد المذهب الحنبلي فقد حكي عنه قوله : قصدي أن أقلع مذهب الحنابلة فلما حجّ أمر بهدمه ومنع إمامهم من الصلاة (٣) ونسب ابن جبير هذا المقام لرامشت.
أما الإمام الشافعي فمقامه خلف مقام إبراهيم ، وهو مقام عظيم البناء. وقد وصف ابن جبير هذه المقامات فقال : خشبتان موصول بينهما بأذرع تشبه السلم تقابلهما خشبتان على تلك الصفة قد عقدت هذه الخشب على عامودين صغيرين من الجص قليلة الارتفاع وفي أعلى
__________________
(١) حصلنا على جميع هذه المعلومات الخاصة بالحالة داخل الكعبة المشرفة الآن من ابنين من أبناء سادن الكعبة المشرفة السابق وهما الأستاذ عبد القادر طه الشيبي والأستاذ حسين طه الشيبي بواسطة الهاتف.
(٢) الحطيم الجدار. انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٤٠.
(٣) ابن الجوزي : المنتظم ، ج ١٠ ، ص ٢١٣ ؛ الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٣٩٥ ـ ٣٩٦.