مسجد إبراهيم :
يقع قرب آبار الشبيكة بوادي طوى (١) ذكر الأزرقي أن زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد بنته لأن الرسول صلىاللهعليهوسلم نزل بذي طوى معتمرا فبات فيه وصلّى الصبح وأضاف أن مصلى الرسول صلىاللهعليهوسلم أسفل منه (٢). والظاهر أن المسجد لم يشيد في مكان مصلى النبي صلىاللهعليهوسلم بل قريبا منه وهذا المسجد غير معروف الآن (٣) ولكن جدد مسجد بالقرب من بئر طوى فربما يكون هو.
مساجد التنعيم وهى :
عدة مساجد مبنيّة بالحجارة منها مسجد يقال له مسجد عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوسلم خارج حدود الحرم ، كما يوجد مسجد أمام مسجد عائشة ينسب لعلي بن أبي طالب (٤). ولم يتعرّض الأزرقي لذكره وذكره الفاسي ولكنه لم يظهر حقيقه نسبته. أما ابن ظهيرة فقال «لم أقف على شيء من خبره» (٥) فهذه الأقوال إنما توضح لنا حقيقة مهمة وهي أن أغلب المساجد التي تنسب لأشخاص بعينهم شيدت عقب عهودهم بفترة طويلة ، أو لعل بناء هذه المساجد في الموقع الذي اعتمرت فيه السيدة عائشة رضياللهعنها. ولعل تعدد هذه المساجد في هذا المكان هو اعتناء المقتدرين من أهل الخير من أبناء المسلمين بتتبع أثر الصحابة طمعا في الأجر والثواب من جراء بناء مثل هذه المساجد في الأماكن التي يرجّح نزولهم بها.
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٩.
(٢) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ٢٠٣.
(٣) البلادي : معالم مكة التاريخية والأثرية ، ص ٢٧٢.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٠ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ١٤٣ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٠.
(٥) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٢٩ ؛ ابن ظهيرة : الجامع اللطيف ، ص ٢١٠.