وهناك العديد من المساجد الأخرى منتشرة حول الأعلام ذكر ابن بطوطة إنها ثلاثة وجميعها تنسب لعائشة رضياللهعنها. ونجد أن ابن رشيد لم يذكر إلا مسجد عائشة (١).
ولم يعد لهذه المساجد في الوقت الحاضر أثر سوى مسجد عائشة رضياللهعنها والذي يطلق عليه مسجد التنعيم فهو باق إلى اليوم وقد بني بناية حديثة وجميلة. والأصل في وجود هذا المسجد كما أورده الأزرقي أن الرسول صلىاللهعليهوسلم أمر عبد الرحمن بن أبي بكر رضياللهعنهما أن يذهب مع السيدة عائشة لتعتمر من التنعيم (٢).
مسجد أقيم في الدار التي ولد بها النبي صلىاللهعليهوسلم :
ذكر ابن جبير والبلوي أنهما لم يريا أعظم بناء منه. وأضاف التجيبي أنه شارع في الزقاق الذي يقال له زقاق المولد (٣). وذكره الفاسي وحدد مكانه بموضع في سوق الليل وأسهب في وصفه (٤). وهو غير موجود الآن.
مسجد منسوب لأبي بكر الصديق رضياللهعنه :
يقع في أسفل مكة فيما يعرف الآن بحي المسفلة وبجانبه تقع دار صغيرة اتّخذ بها محراب قيل إنها كانت مخبأ أبي بكر الصديق رضياللهعنه (٥). غير أنه من الملاحظ أن مؤرخ مكة الأزرقي أغفل ذكره ، ولعل ذلك إشارة إلى احتمال عدم وجوده على عهده وإنما استحدث فيما بعد. بينما أشار إليه كلّ من الفاسي
__________________
(١) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٨٣ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٣.
(٢) الأزرقي : أخبار مكة ، ج ٢ ، ص ٢٠٨.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٢ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٣٣ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١١.
(٤) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٣١.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ٩٣ ؛ وروي عن عائشة رضياللهعنها أن أبا بكر ابتنى مسجدا بفناء داره كان يصلي فيه ويقرأ القرآن بعد أن أصبح في جوار ابن الدغنة ، انظر البخاري : صحيح البخاري ، ج ٢ ، ص ٣٣١.