وابن ظهيرة. ونجد أن إشارة الفاسي إليه اعتمدت على ابن جبير مما يؤكد أهمية كتب الرحالة كمصدر من مصادر تاريخ الحجاز حتى بالنسبة لمؤرخي مكة القدماء ، بينما ابن ظهيرة أشار إليه بقوله «مسجد بأسفل مكة منسوب لأبي بكر الصديق رضياللهعنه يقال إنه من داره» (١) وفي هذا دلالة على احتمال اعتماده على الطريقة الشفوية المتواترة مما يضعف الدليل على وجوده فضلا عن نسبته لأبي بكر الصديق ، وعلى كل حال فقد تعارف أهل مكة على وجود هذا المسجد بالموضع المشار إليه إلا أنه هدم لصالح مشروع توسعة الحرم الشريف.
مسجد منسوب لعلي بن أبي طالب :
وقد ذكره كلّ من ابن جبير والتجيبي والبلوي ويقع في دار بمقربة من جبل أبي قبيس وبه نقش مكتوب عليه «هذا المسجد هو مولد علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وفيه تربّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وكان دارا لأبي طالب عمّ النبي صلىاللهعليهوسلم وكافله» (٢) وحدد الفاسي مكانه بالقرب من مكان مولد النبي صلىاللهعليهوسلم من أعلاه مما يلي الجبل (٣). وربما يقصد جبل أبي قبيس فالبلوي أشار إلى أنه بسفح جبل أبي قبيس. وأكّد التجيبي ذلك بقوله إنه في شعب بني هاشم (٤) ، ويعرف الآن بشعب علي وقد أزيل أكثره بسبب مشاريع الأنفاق.
وعلى كل حال فالدار هذه مشهورة لدى أهل مكة على أنها مكان مولد علي بن أبي طالب ، ولكن الأزرقي أغفل ذكره مما يوضح أنه لم يشيد ولم يعرف في هذا الوضع إلا بعد عهد الأزرقي. وهذا المسجد قد هدم ضمن التوسعة التي تجرى حول الحرم الشريف.
__________________
(١) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤١٩ ، ابن ظهيرة : الجامع اللطيف ، ص ٢٠٦ ؛ انظر تفاصيل عمارته في سيد بكر : أشهر المساجد في الإسلام ، ص ١١٦ ـ ١١٧.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٤١.
(٣) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٣٤.
(٤) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٣٦ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٢.