الرحلة في طلب العلم ، بل إن أحاديث الرسول صلىاللهعليهوسلم فيها الشيء الكثير الدال على فضل العلم وطلبه والحث على ذلك. ففي حديث أبي هريرة رضياللهعنه عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال" ... ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزات عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" (١).
وأما عن الأحاديث الدالة على الرحلة في سبيل العلم ، فقد أشرنا إلى قصة موسى عليهالسلام ، فهى أصدق مادلت عليه. فالصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم التابعون والعلماء وبعض خلفاء المسلمين ، يستشهدون بأحاديث الرسول صلىاللهعليهوسلم الحاضة على العلم وفضله (٢).
وقد حرص صحابة رسول صلىاللهعليهوسلم على المعرفة والاستيضاح لكل ما سنه صلىاللهعليهوسلم من أمور دينهم ودنياهم ، فأبو هريرة رضياللهعنه يعد من أحرصهم عليه مبادرا بالسؤال. وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يعلم فيه هذا ويحثه عليه فالعلم يؤخذ بالاستفسار والتقصي (٣).
كما حث الرسول صلىاللهعليهوسلم على الترحيب بطلبة العلم الذين يقدمون على مسجده ليعلموهم فقد روي : عن أبى سعيد الخدري عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبا بوصية رسول الله صلىاللهعليهوسلم واقنوهم" (٤).
ويعدّ مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمثابة كبرى الجامعات في العالم الإسلامي يقبل إليه طلبة العلم للتزود منه فمما روي عنه صلىاللهعليهوسلم حاثا على زيارته للعلم ما
__________________
(١) مسلم : صحيح مسلم بشرح النووي ، ج ١٧ ، ص ٢١ ؛ ابن ماجه : السنن ، ج ١ ، ص ٨٢.
(٢) البخاري : صحيح البخاري بحاشية السندي ، ج ١ ، ص ٢٤ ـ ٢٥ ؛ الترمذي : السنن ، ج ٤ ، ص ١٣٧ ؛ ابن ماجه : السنن ، ج ١ ، ص ٨٠.
(٣) البخاري : صحيح البخاري بحاشية السندي ، ج ١ ، ص ٣٠.
(٤) ابن ماجه : السنن ، ج ١ ، ص ٩٠ ـ ٩١.