غار المرسلات :
يقع قرب مسجد الخيف على يمين الذاهب إلى عرفات ذكر ابن جبير وجود حجر كبير مرتفع عن الأرض يظل أسفله قيل إن النبي صلىاللهعليهوسلم جلس ناحيته للاحتماء من الشمس فمّس رأسه الحجر فأصابته ليونه تاركة فيه أثرا يشبه الرأس (١). في حين أشار التجيبي إلى أن الأثر المذكور في غار بجبل قرب مسجد الخيف يعرف بغار المرسلات بسبب نزول سورة المرسلات على النبي صلىاللهعليهوسلم به وقد عاين الأثر بالغار. وقيل إن ذلك الأثر من أثر عمامة النبي صلىاللهعليهوسلم عقب جلوسه تحته (٢) ، وأشار المحب الطبري إلى الغار ولم يعلّق عليه وحدد موقعه خلف مسجد الخيف ناحية الجبل (٣) ، ويبدو أن هذا المكان أصبح مسجدا بعد ذلك ؛ إذ يشير الفاسي إلى وجود مسجد المرسلات يمين مسجد الخيف ولكن مع عدم الإشارة إلى الأثر ، في حين نقل خبر الأثر من ابن جبير (٤) وورد ذكره أيضا لدى القطبي الذي أوضح خبر الأثر وأكّد على عدم توفّر المعلومات الدقيقة لديه عن ذلك مع تحديده لنفس موقع الغار (٥).
مسجد المزدلفة :
يقع بوسط المزدلفة وعليه قبة وتظهر أنواره ليلا من بعد ، ويبدو أن المسجد مرتفع عن الأرض فابن جبير أشار إلى صعود الحجيج إليه من جهتين بهما درج (٦) وقد أغفل ابن رشيد ذكر هذا المسجد في رحلته.
__________________
(١) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٣٧ ـ ١٣٨.
(٢) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤٥ ، ٣٤٧.
(٣) المحب الطبري : القرى لقاصد أم القرى ، ص ٥٣٩ ـ ٥٤٠.
(٤) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٢٥ ؛ مما يعني اعتماد مؤرخي مكة على ما جاء في كتب الرحلات عند كتابتهم لتاريخ مكة مما يبرز أهمية كتب الرحلات كمصدر مهم من مصادر تاريخ الحجاز في تلك الفترة.
(٥) القطبي : أعلام العلماء ، ص ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٦) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٥٠ ـ ١٥١ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٨٣ ـ ١٨٤ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٦٩ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١٦.