مسجد بأعلى جبل الرحمة :
في أعلى جبل الرحمة قبة تنسب لأم سلمة رضياللهعنها ولا يعرف مدى صحة ذلك وقد جعل جزء من القبة مسجدا اشتملت قبلته على عدة محاريب يصلي الناس فيها وباقي القبة عبارة عن سطح يشرف على عرفات. وقد ذكر الفاسي هذه الدار نقلا عن ابن جبير ويبدو أن نسبتها إلى أم سلمة وهم لا شك فيه ، فمؤرخو مكة قد أغفلوا ذكرها عند ما وصفوا جبل الرحمة ولم يذكروا أن عليه مسجدا أو قبة وأغلب الظن أن الذي بنى هذا المسجد الحسين بن سلامة في أواخر القرن الثالث الهجري وقد حرف الاسم إلى أن أصبح أم سلمة (١).
مسجد بالقرب من جبل الرحمة :
وصف بالصغر ويقع على يسار مستقبل القبلة بالقرب من جبل الرحمة.
مسجد إبراهيم عليهالسلام :
يقع بمقربة من العلمين حدّ عرفة عن يسار المستقبل للقبلة مسجدان الأول صغير والثاني قديم وكبير لم يبق من بنائه إلا جدار قبلته وينسب هذا المسجد إلى إبراهيم عليهالسلام وفيه يخطب الخطيب يوم الوقفة ويصلي جامعا بين الظهر والعصر (٢).
والملاحظ تغير حال مسجد إبراهيم عليهالسلام زمن رحلة ابن رشيد فالمسجد كما يبدو يقع آخر عرفات من جهة مكة المكرمة ، وقيل إن حائط قبلته مقام على بطن عرنة ولو وقع لا يقع إلا فيه وقيل أيضا إن مقدمة المسجد تقع في عرنة ومؤخرته بعرفة أي أن قسما منه بعرفة وجزءا ليس بعرفة. وأضاف ابن رشيد أنه ربما زيد فيه لهذا القول ، وقد تسلّق ابن رشيد جداره حيث إنه
__________________
(١) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٨٨ ؛ أحمد عمر الزيلعي : مكة وعلاقاتها الخارجية ، ص ١٣٣.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٥٠ ـ ١٥٢ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٦٩ ـ ١٧٠ ؛ البلوي : تاج المفرق ج ١ ، ص ٣١٦ ـ ٣١٧. انظر الرسم رقم ١٨.