المدينة المنورة :
المسجد النبوي :
أرّخ ابن جبير لحالة المسجد النبوي قبل حريقه سنة ٦٥٤ ه / ١٢٥٦ م ، لذا يعد وصفه مهما في تلك الفترة ، وقد وصفه : بأنه مسجد مستطيل الشكل يحيط به من جوانبه الأربعة بلاطات. أما وسطه فصحن مفروش بالرمل والحصى ، وفي الجهة الشمالية منه قبة حديثة تعرف بقبة الزيت تستخدم كمخزن لاحتياجات المسجد وبجانبها خمس عشرة نخلة.
وفي جهة القبلة خمس بلاطات مستطيلة من الغرب إلى الشرق ، والجهة الشمالية بها خمس بلاطات والجهة الشرقية بها ثلاث بلاطات والجهة الغربية بها أربع بلاطات (١).
وتقع الروضة (٢) في آخر جهة القبلة ناحية الشرق بنيت حولها خمسة جدران بخمسة أركان منها أربعة جدر محرفة عن القبلة بحيث يستحيل استقبالها في الصلاة وذكر أن بناءها بهذه الطريقة من عمل عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي عند ما كان واليا على المدينة بأمر (٣) من الخليفة الوليد ابن عبد الملك مخافة أن تتخذ مصلى. أما أطوال جهاتها فقد حدد ابن جبير منها الجهة القبلية بأربعة وعشرين شبرا والجهة الشرقية بثلاثين شبرا وما بين الركن الشرقي إلى الركن الشمالي مسافة خمسة وثلاثين شبرا ، ومن الركن الشمالي إلى الركن الغربي مسافة تسعة وثلاثين شبرا ومن الركن الغربي إلى الركن القبلي مسافة أربعة وعشرين شبرا ، وفي هذه
__________________
(١) انظر الرسم رقم ١٩.
(٢) يطلق على مكان قبر الرسول صلى لفظ روضة. انظر السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٥٦٩ ؛ وورد على لسان النبي صلى قوله (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) انظر البخاري : صحيح البخاري ، ج ١ ، ص ٢٠٧.
(٣) ذكر السمهودي أنه لا يعلم متى بدأ أمره. انظر السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٥٧٤.