بينما ذكر القرطبي وابن كثير أن سورة الفتح نزلت في الحديبية (١) ، وعلى كل حال فقد أجمعت كتب التفاسير على أن سورة الفتح قد نزلت بالحديبية.
المساجد بجدة :
لم يذكر ابن جبير بجدة إلا مسجدين الأول نسبه إلى عمر بن الخطاب دون إيراد أوصافه المعمارية ، ونسب الآخر لهارون الرشيد إلى جانب تفاصيله المعمارية حيث أشار إلى وجود ساريتين كبيرتين من خشب الأبنوس فسمي مسجد الأبنوس.
وأكد التجيبي معلومات ابن جبير حول مسجد الأبنوس في سبب تسميته بذلك. وذكر روايتين الأولى حول نسبته إلى عمر بن الخطاب مع إشارته إلى ضعفها ، أما الرواية الثانية فتنسب إلى عمر بن عبد العزيز ولعلها الأرجح في ذلك (٢).
وعلى ضوء ما سبق يمكن قبول ما ذهب إليه التجيبي باعتبار أن جدة لم تصبح ذات شأن كبير وميناءا لمكة المكرمة إلا في عهد عثمان بن عفان رضياللهعنه (٣) ، وذكر ابن فرج أن أوّل مسجد شيد في جدة كان بأمر من عمر ابن الخطاب ويماثله في القدم مسجد آخر يسمى مسجد الأبنوس (٤) ، ويحمل قول ابن فرج عدم تأكيد بناء عمر بن الخطاب لهذا المسجد ، ويحمل مسجد الأبنوس الآن اسم مسجد عثمان بن عفان رضياللهعنه (٥) ، وتبدو نسبته إلى عثمان ابن
__________________
(١) انظر مثلا القرطبي : الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢٦٠ ـ ٢٦١ ؛ ابن كثير : تفسير القرآن العظيم ، ج ٤ ، ص ١٨٢.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٥٣ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٣) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ١٤١.
(٤) ابن فرج : السلاح والعدة في تاريخ بندر جدة ، ص ٥١.
(٥) المصدر السابق ، ص ١٠٩ ؛ عبد القدوس الأنصاري : موسوعة تاريخ جدة ، ص ٤٢٩.