عفان رضياللهعنه أرجح على اعتبار أنه أول من جعلها ساحلا ومرفأ لمكة المكرمة وبالتالي قيامه بإنشاء مسجد فيها ينسب إليه.
أما ما أورده التجيبي من نسبته إلى عمر بن عبد العزيز فربما يرجع ذلك إلى قيامه بإصلاحات فيه أدت إلى نسبة المسجد إليه ، وربما نسب لهارون الرشيد للسبب ذاته ، وقد ناقش عبد القدوس الأنصاري الأقوال في نسبة المسجد (١).
أما ابن بطوطة فأشار إلى وجود مسجد الأبنوس في جدة (٢).
ومما يلفت النظر أن الرحالة لم يتعرضوا لذكر المساجد في طريق الحجاز إلا مسجدا بينبع ينسب لعلي بن أبي طالب رضياللهعنه وهذا المسجد يقع خارجها وقد وصف بأنه ذو بناء محكم جميل (٣) ، ومسجد آخر ببدر وصف بالصغر والجمال ويقال إنه أقيم على موضع مبرك ناقة الرسول صلى عند نخيل القليب (٤) ، كما يوجد مسجد متهدم بالقرب من مبرك ناقة صالح عليهالسلام في حجر ثمود (٥) وبذي الحليفة مسجد آخر (٦) ، ويشير العبدري إلى المساجد الموجودة في الطريق ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة بأنها غير معمورة (٧).
__________________
(١) عبد القدوس الأنصاري : موسوعة تاريخ جدة ، ص ٤٢٩ ـ ٤٣٠.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ٢٤٣.
(٣) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣.
(٤) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٦٥ ـ ١٦٦ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٥) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٤ ـ ١٥ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١١٢ ـ ١١٣ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٧٨.
(٦) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٦٧ ؛ العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠١ ؛ ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ٧١.
(٧) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٩١.