كما كان عليهالسلام يحث صحابته على التبليغ عنه لمن لم يسمعه. فعن ابن عمر قال : " إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال ليبلغ شاهدكم غائبكم" (١). فالرسول صلىاللهعليهوسلم عالم بطبائع البشر فربما كان من يحمل العلم يستفيد منه غيره إذا أبلغه فورد في هذا المعنى ما رواه أنس بن مالك قال" قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" (٢).
وجعل الرسول صلىاللهعليهوسلم تبليغ العلم أفضل الصدقات. فعن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علما ثم يعلمه أخاه المسلم" (٣) ، وفي المقابل حذر عليهالسلام من مغبة كتمان العلم وعدم نشره.
فعن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «ما من رجل يحفظ علما فيكتمه إلا أتي به يوم القيامة ملجما بلجام من النار" (٤).
ومما لا شك فيه أن الرسول صلىاللهعليهوسلم ابتغى من وراء أحاديثه الحث على العلم النافع المحمود فمن دعاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما رواه أبو هريرة قال" كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما والحمد لله على كل حال" (٥).
ونجد أن أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن العلم والحث عليه متممة لما جاء في القرآن الكريم خاصة وأن أول آية نزلت من كتاب الله تعالى هي : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)(٦) أمر للرسول صلىاللهعليهوسلم ينطبق على أمته من بعده خاصة وأنه أمر بالاستزادة من العلم في قوله تعالى : (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)(٧) وهذا أيضا يشمل أمته عليهالسلام.
__________________
(١) ابن ماجه : السنن ، ج ١ ، ص ٨٦.
(٢) المصدر السابق والجزء والصفحة.
(٣) المصدر السابق والجزء ، ص ٨٩.
(٤) المصدر السابق والجزء ، ص ٩٦.
(٥) المصدر السابق والجزء ، ص ٩٢.
(٦) القرآن الكريم : سورة العلق ، ٩٦ / ١.
(٧) القرآن الكريم : سورة طه ، ٢٠ / ١١٤.