وما ذكره الرحالة في أسوار وأبواب مكة أيده مؤرخو مكة في ذلك الوقت (١).
أسوار المدينة المنورة :
أشار ابن جبير إلى وجود سورين متقابلين اشتملا على أربعة أبواب متقابلة مصنوعة من الحديد يسمى أحدها باب الحديد والآخر مغلق يسمى باب القبلة وأيضا باب الشريعة وباب البقيع المفضي إلى البقيع شرقي المدينة (٢).
وقام الوزير الجواد بتشييد هذا السور (٣).
ويبدو أن السور قد أصابه الإهمال في زمن رحلة العبدري. حيث إنه لم تمتد إليه يد العمران طوال الفترة بين ابن جبير والعبدري والتي تقّدر بأكثر من قرن ، كما وأن العبدري لم يشر إلى عدد أبواب المدينة مكتفيا بالقول باشتمالها على عدة أبواب (٤).
وقد ذكر السمهودي وجود أربعة أبواب للمدينة ولكن بأسماء غير الأسماء التي ذكرها الرحالة (٥). أما ابن بطوطة فلم يتطرق لوصفها العام
__________________
ص ٣٠٨ ـ ٣٠٩ ؛ وذكر التجيبي أن باب العمرة يعرف الآن بالشبيكة وقديما بالذاهد ولعله أخطأ في اسمه فهو الزاهر وأرجع تسميته بالشبيكة إلى بئر بذلك الموضع معروف هناك. انظر ، التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٣٣ ؛ وسماه العبدري الشبيكة. انظر العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٧٣ ؛ اما ابن بطوطة فسماه بالشبيكة والعمرة. انظر ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣١ ؛ وسماه البلوي بالزاهر أو العمرة. انظر البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣٠٩. وربما يكون اسم الشبيكة نسبة إلى آبار تعرف بالشبيكة هناك. انظر ابن جبير : الرحلة ، ص ٨٩.
(١) ابن المجاور : تأريخ المستبصر ، ص ٩ ـ ١٠ ؛ الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٢٦.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٣ ، ١٧٥ ـ ١٧٦.
(٣) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٢ ، ص ٢١٣ ؛ السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٢ ، ص ٧٦٨. انظر الرسم رقم ٢٦ ، ٢٧.
(٤) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٣.
(٥) وهى باب بالغرب يعرف بدرب المصلى أو سويقه والباب الثاني في الغرب أيضا يعرف بالدرب الصغير. والباب الثالث يعرف بالدرب الكبير أو الشامي والرابع يعرف بالبقيع في الشرق.