القبور :
قبر السيدة خديجة رضياللهعنها بمكة المكرمة :
جاء أول ذكر لقبرها لدى التجيبي الذي أشار إلى وجوده بالمعلاة دون تحديد لمكانه (١). ومما يلفت النظر هنا أنه خلال وجود التجيبي بمكة سنة ٦٩٦ ه / ١٢٩٦ م لم يتوصل لتحديد مكانه خاصة وأن السابقين من الرحالة أغفلوا الإشارة إليه. بينما أشار ابن بطوطة إلى وجوده بجانب قبر الخليفة أبي جعفر المنصور (٢). وعلى ذلك فهي أول رواية تقوم بتحديده دون إثبات الطريقة المتبعة في ذلك من إرجاع أصل الخبر إلى أهل العلم ، إضافة إلى أن أبا جعفر المنصور لم يعرف على وجه الدقة القبر المدفون فيه (٣).
والسؤال الذى يطرح نفسه هو عن كيفية معرفة أهل مكة المكرمة لقبر السيدة خديجة رضياللهعنها ثم قبر الخليفة أبي جعفر المنصور مع ملاحظة الفارق الزمني بين الاثنين وقد عقّب الفاسي بالقول في هذا الموضوع : «ليس في القبر الذي يقال له قبر خديجة بنت خويلد أثر يعتمد» (٤).
القبور بالمدينة المنورة :
قبر حمزة رضياللهعنه وقد بني عليه مسجد وتنتشر قبور الشهداء بجواره. بالإضافة إلى وجود تربة حمراء منسوبة لحمزة رضياللهعنه يتبرك الناس بها (٥) ، وهو من البدع الشائعة والتي أشار بعض الرحالة إليها والدالة على معتقداتهم وحالتهم الدينية في تلك الفترة.
__________________
(١) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٣٤١ ويعرف الآن جزء من قبور المعلاة والتي تقع على يمين الصاعد إلى الحجون بقبور السيدة. انظر الرسم رقم ٢٩ ، ٣٠.
(٢) ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٢.
(٣) ابن الأثير : الكامل ، ج ٥ ، ص ٤٤.
(٤) الفاسي : شفاء الغرام ، ج ١ ، ص ٤٥٦.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ١٧٣.