أما القول بأنها مدفونة بالمسجد النبوي في دارها فليست لدينا معلومات واضحة بصدده ، وخاصة أنها دفنت ليلا ولم يعلم أحد بمكان دفنها. وقد يكون القبر الموجود بالمسجد النبوي هو قبر لإحدى بنات الرسول صلىاللهعليهوسلم (١) ، فالرحالة أشاروا بوجود قبر بالمسجد النبوي نسبوه لفاطمة الزهراء (٢).
كما ذكر ابن النجار أن على قبر إبراهيم ابن النبي صلىاللهعليهوسلم قبة ساج وعلى قبر عثمان بن عفان قبة مرتفعة (٣).
كما أشار ابن رشيد إلى قبر عثمان بن عفان رضياللهعنه وقبر فاطمة بنت أسد وقد قرأ النقش الموجود على قبرها «ما ضم قبر أم أحد كفاطمة بنت أسد» (٤) ، ثم زار قبر إمام الهجرة مالك بن أنس ولم يتعرض لوصف أحوال تلك القبور (٥).
ونجد أن العبدري لفت انتباهه المميزات التي اختصت بها تلك القبور فقال واصفا : إن القبور الموجودة بالبقيع والتي تخص الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين وجد على أكثرها قباب ومبان وأشهر القباب وأعلاها وأجملها وأكبرها قبة عثمان بن عفان رضياللهعنه (٦) ، ويلاحظ هنا اختلاف عما أورده ابن جبير. حيث يبدو أن القبة قد طرأ عليها التجديد حتى بدت بهذا المنظر الذي وصفه العبدري.
ثم تأتي قبة العباس في الجمال والعلو والاتساع بعد قبة عثمان بن عفان رضياللهعنهما. وأكد العبدري أن على كل عدة قبور قبة أو مبنى إلا قبر
__________________
(١) السمهودي : وفاء الوفا ، ج ٣ ، ص ٩٠٢.
(٢) انظر فيما سبق ، ص ٢٢١ ، ٣٩٣.
(٣) ابن النجار : أخبار مدينة الرسول ، ص ١٥٣ ـ ١٥٦.
(٤) نلاحظ زيادة كلمة أم في النقش عما ذكره ابن جبير ولعل ذلك دلالة على تجديد النقش.
(٥) ابن رشيد : ملء العيبة ، ج ٥ ، ص ١٩.
(٦) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ٢٠٣.