الإمام مالك بن أنس رضياللهعنه ، وفي موضع رأسه حجر كتب فيه «توفي الإمام مالك بن أنس رضياللهعنه في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة ومولده في ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين».
وقد قام العبدري بالتبرك بالقبور مثل عامة الناس في ذلك الوقت وحمل معه بضع حصيات من قبر الإمام مالك على سبيل البركة والذكرى (١). ونلاحظ هنا أن العبدرى بالرغم من نقده اللاذع لما يفعله المسلمون من أمور تخالف الشرع نجد أنه انزلق هو أيضا في هذا الأمر وكأنه تناسى ما كان يقوله لمن يفعل مثل هذه الامور عند ما قام بأخذ هذه الحصيات.
القبور بجدّة : شاهد ابن جبير خارج جدّة قبة مبنية قيل : إنها منزل حواء أم البشر في حين قال التجيبي في رحلته بأنه قبرها. ولكن التجيبي أشار إلى أن أهل العلم ينفون ذلك ويذكرون أنه مكان نزولها فبني ذلك البناء تشهيرا عليه لبركته وفضله وأضاف التجيبي أنه رأى بداخلها هيئة قبر (٢).
الآثار المعمارية القديمة بالحجاز :
تحدث الرحالة المغاربة والأندلسيون عن الآثار المعمارية في جدة المستحدث منها والقديم الخرب وسواء ما كان منها في العصور الإسلامية أو قبلها. ومن هذه الآثار القديمة ما ذكره ابن جبير والتجيبي وابن بطوطة والتي تدل على أن جدة كانت مدينة قديمة من مدن الفرس ذات الشأن الكبير (٣) ،
__________________
(١) المصدر السابق ، ص ٢٠٣.
(٢) ابن جبير : الرحلة ، ص ٥٤ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩. ولا يزال إلى الآن الاعتقاد بأن هذا المكان هو قبرها ولا يزال الموضع معروفا بجدة. انظر الرسم رقم ٣١ ، ٣٢.
(٣) ابن جبير : الرحلة ، ص ٥٣ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢١٨ ـ ٢١٩ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ٢٤٢ ـ ٢٤٣.