خامسا : الزخارف والنقوش :
استعمل أهل الحجاز النقوش والزخارف وسجّل الرحالة المغاربة والأندلسيون عددا ليس بالقليل منها ، فمن هذه النقوش ما كتب على واجهات الأبنية سواء منها الدينية أو المدنية ، ومنها ما كتب على شواهد القبور ، ومنها ما كتب لتسجيل حادثة أثبت النقش فناء أصحابها والطريقة التي تم بها هلاكهم فمن هذه النقوش : نقش بداخل قبة الوحي بدار السيدة خديجة رضياللهعنها : سجل البلوي نقشا وجد في داخل قبة الوحي يدل على أن الدار كانت محط عناية ملوك وأمراء المسلمين من حيث تجديدها وعمارتها والعناية بها.
كما يشير النقش إلى عناية واهتمام ملوك المسلمين بالتلقب بلقب خادم الحرمين الشريفين ونص النقش «بسم الله الرحمن الرحيم تقرب إلى الله تعالى بعمارة هذا الموضع الشريف المنسوب إلى خديجة رضياللهعنها ومسكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومهبط الوحي الكريم العبد المفتقر إلى رحمة الله تعالى مولانا السلطان ابن السلطان الملك المظفر يوسف بن عمر بن على خادم الحرمين الشريفين بلّغه الله تعالى غاية آماله وتقبّل منه صالح أعماله وذلك بتاريخ شهر صفر سنة ست وثمانين وستمائة» (١).
ويبدو أن أول من حمل هذا اللقب السلطان صلاح الدين الأيوبي لأنه وجد نقش في بيت المقدس مؤرخ بسنة ٥٨٧ ه / ١١٩١ م (٢) ، وممن تلقب به أيضا ، السلطان حسام الدين أبو الفتح لاجين المنصوري سلطان مصر فقد سمع التجيبي الدعاء له على قبة بئر زمزم بعد صلاة المغرب من كل يوم وتلقيبه
__________________
(١) البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٣١١.
(٢) حسن الباشا : الألقاب الإسلامية في التاريخ والوثائق والآثار ، ص ٢٦٨.