وكانت رحلات الصحابة بأمر من الرسول صلىاللهعليهوسلم بترك أرض الشرك عقب معاناتهم من أذى المشركين. فأشار عليهم بالتوجه إلى الحبشة فأستجابوا لذلك فرارا بالدين وخوفا على أنفسهم من الفتنة. وتتابعت هجرة المسلمين إلى الحبشة ؛ فمنهم من خرج بأهله ومنهم من خرج وحيدا. ثم تلتها هجرة الرسول صلىاللهعليهوسلم من مكة إلى المدينة ، وقد سبقه إليها بعض أصحابه (١). ثم تتابعت البقية لحاقا به.
٤ ـ رحلات تجسس :
وجد هذا النوع من الرحلات منذ بدء الإسلام ، وتنوعت أغراضها أثناء حياة الرسول صلىاللهعليهوسلم فمنها ما كان بغرض التجسس على الأعداء مثلما حدث في غزوة بدر حين" بعث الرسول صلىاللهعليهوسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد ابن أبي وقاص في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يلتمسون له الخبر" (٢).
واستمر هذا النوع من الرحلات الاستكشافية في عهد الخلفاء الراشدين ومن تلاهم من الخلفاء ومثال ذلك. ما حدث في معركة القادسية حيث بعث سعد كاشفا إلى الحيرة (٣) ، فأتاه الخبر بأن الملك قد أمّر على الحرب رستم ابن الفرخزاد الأرمني وأمده بالعسكر (٤).
٥ ـ رحلات الوفود لاعتناق الإسلام :
بعد استقرار الرسول صلىاللهعليهوسلم بالمدينة المنورة وانتشار دعوته بين القبائل العربية ، قدمت عليه الوفود راغبة في اعتناق الإسلام. ومنها وفد عبد القيس حيث أرشدهم لتعاليم الدين الإسلامي الصحيح وكانوا يجدون المشقة في القدوم
__________________
(١) ابن هشام : السيرة النبوية ، ج ١ ، ص ٣٣٢ ـ ٣٢٣ ، ٤٦٨ ، ٤٨٥.
(٢) المصدر السابق ، ج ٢ ، ص ٦١٦.
(٣) (الحيرة) مدينة تبعد ثلاثة أميال عن الكوفة على موضع يقال له النجف وبالحيرة الخورنق بقرب منها مما يلي الشرق على نحو ميل والسدير وسط البرية التي بينها وبين الشام وكانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نصر ثم من لخم النعمان وآبائه. انظر ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ٢ ، ص ٣٢٨.
(٤) ابن كثير : البداية والنهاية ، ج ٧ ، ص ٣٧.