الجانب الديني :
١ ـ لقد أدى ضعف الحالة الدينية في الحجاز إلى أن أصبحت مرتعا خصبا لظهور الكثير من البدع والخرافات : منها ما هو مناف للعقيدة مثل العروة الوثقى بالكعبة المشرفة وخرزة فاطمة الزهراء بالمسجد النبوي الشريف وما ذكر عن بيوت زوجات النبي صلىاللهعليهوسلم بالمسجد أيضا.
ونجد أن الداعي إلى مثل هذه البدع هو استجلاب الأموال من عوام الناس والحجيج. كما تفشت عادة التبرك بقبور الأولياء والصالحين وكل ما يمت بصلة قريبة كانت أو بعيدة بالرسول صلىاللهعليهوسلم وصحابته رضوان الله عليهم.
٢ ـ استفحال تفشي البدع والشائعات بين طبقات المجتمع الحجازي المختلفة الأمر الذي أدى إلى أن صدقها الرحالة المغاربة والأندلسيون وضمنوها رحلاتهم مما يعطينا تصورا واضحا لضعف الحالة الدينية.
٣ ـ وجود بعض البدع والشائعات إلى وقتنا الحاضر كانت موجودة منذ تلك الأيام : مثل زيادة ماء زمزم ليلة النصف من شعبان وعدم وقوع الحمام على الكعبة المشرفة.
٤ ـ إن أغلب ما وجد من أماكن نسبت إلى بعض الصحابة رضوان الله عليهم وبنيت عليها مساجد إنما ألحقت نسبتها إليهم بعد فترة طويلة من وفاتهم مما يؤكد عدم صحة نسبتها إليهم في كثير من الأماكن.
٥ ـ ضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بعض فترات البحث وما وجد من قائمين به كانوا يعملون به من تلقاء أنفسهم وربما عوقبوا على قيامهم بهذا الأمر. ويبدو أن الأمر تغير إذ أصبح هناك موظفون قائمون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد وضح ذلك مما أورده ابن بطوطة.