٢ ـ تصدر الرحالة المغاربة والأندلسيين عند العودة إلى موطنهم للإقراء والتدريس وتولي القضاء والإمامة أو الكتابة لدى بعض أمراء المغرب أو الأندلس. فتأهلهم لشغل هذه المناصب التعليمية والدينية بفضل العطاء والأخذ العلمي الذي تم بالمدينتين المقدستين فأهلهم ذلك لاحتلال مثل هذه المناصب. فأغلب الرحالة المغاربة والأندلسيين كانوا أدباء بارعين تولوا قبل مجيئهم إلى المشرق مناصب مهمة فى بلادهم مثل الكتابة لأمرائهم.
٣ ـ معظم الرحالة المغاربة والأندلسيين كانوا يحملون كتب الرحالة السابقين عليهم للمقارنة وإضفاء الجديد وتصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها من سبقهم وربما النقل عنهم في بعض الأحيان للأمور التي لم يتسن لهم رؤيتها أو لبعد العهد والنسيان.
٤ ـ كان خروج الرحالة المغاربة والأندلسيين أساسا للحج والزيارة وطلب العلم فلمعت أسماؤهم وذاع صيتهم بما نالوه من علم هناك. إضافة إلى كتابتهم لرحلتهم التي توضح ثاقب نظرهم للأمور وتحليلها وحكمهم على الأحداث التي نقلوها بكل أمانة لبعدهم عن التحيز لجانب دون آخر.
٥ ـ يتم تقييد الرحلة دون إعداد مسبق بل يسير وفق خط سير رحلتهم وما يصادفهم أثناءها.
وختاما أسأل الله تعالى أن يكون قد حالفني التوفيق في إبراز أهم النتائج التي توصل إليها البحث ومحققة بذلك الهدف منه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا وشفيعنا النبي الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وأزواجه أجمعين.