الملحق رقم (١)
نص كتاب السلطان صلاح الدين الأيوبي لأمير مكة المكرمة مكثر ابن عيسى والذى يأمره فيه بإسقاط المكوس ويحذره من الجور.
" بسم الله الرحمن الرحيم ، اعلم أيها الشريف ، أنه ما أزال نعمة عن أماكنها ، وأبرز الهمم عن مكامنها ، وأثار سهم النوائب عن كنانتها ، كالظلم الذى لا يعفو الله عن فاعله ، والجور الذى لا يفرق في الإثم بين قائله وقابله ، فإما رهبت ذلك الحرم الشريف ، وأجللت ذلك المقام المنيف ، وإلا قوّينا العزائم ، وأطلقنا الشكائم ، وكان الجواب ما تراه لا ما تقرأه ، وغير ذلك ، فإنا نهضنا إلى ثغر مكة المحروسة فى شهر جمادى الأخرى ، طالبين الأولى والأخرى ، في جيش قد ملأ السهل والجبل ، وكظم على أنفاس الرياح ، فلم يتسلسل بين الأسل ، وذلك لكثرة الجيوش ، وسعادة الجموع ، وقد صارت عوامل الرماح تعطى فى بحار الدر" (١).
__________________
(١) الفاسي : العقد الثمين ، ج ٧ ، ص ٢٧٨ ؛ عز الدين ابن فهد : غاية المرام ، ج ١ ، ص ٥٤٣ ـ ٥٤٤.