فن الرحلة عند المغاربة والأندلسيين
الرحلة فن من فنون الأدب العربي. تخصص وبرع فيه الرحالة المسلمون وخاصة المغاربة والأندلسيين لكثرة دوافعهم في القيام بمثل هذه الرحلات.
ومن أهمها :
١ ـ أداء فريضة الحج وزيارة المدينة المنورة.
٢ ـ طلب العلم من منابعه الأصلية مكة المكرمة والمدينة المنورة ، ومن المراكز الأخرى في الدولة الإسلامية كبغداد ودمشق والقاهرة وغيرها والتى أصبحت محط أنظار طلبة العلم. فسعوا للقاء العلماء فيها والاستفادة منهم (١).
وعلى ضوء ما سبق نستطيع القول : بأن السببين السابقين كانا نقطة انطلاق للرحلات المغربية والأندلسية ، والتي لم تحظ بعناية المؤرخين بالمعلومات عنها إلا أسماء بعض ممن رحلوا إلى المشرق ، ومن أبرز هذه المؤلفات التي عنيت بذلك نفح الطيب ، إذ حفل بالعديد من التراجم والتي بلغت ثلاثمائة ترجمة في هذا الصدد (٢).
وهذا النوع من الرحلات شاع في المغرب والمشرق على السواء ، ولم تلبث الرحلات أن تأصلت في المغاربة والأندلسيين وأصبحت فنا قائما بذاته. من حيث تدوينه بأسلوب مميز في سفر يشمل تاريخ الخروج والوصول إلى كل مدينة ، مع إعطاء لمحة وافية عنها وقائمة بأسماء مراحل السفر ومراكز الماء إلى الحجاز. كما يشمل وصفا مفصلا لمكة المكرمة والمدينة المنورة في جميع النواحي ، ومناسك الحج والعلماء المأخوذ عنهم. وعقب أداء الفريضة يتابعون طريقهم إلى المراكز العلمية المعروفة لتلقي المزيد من العلم فيها مع إعطاء وصف شامل لها.
__________________
(١) صالح محمد فياض أبو دياك : التبادل الفكري بين المغرب والأندلس وشبه الجزيرة العربية ، مجلة الدارة ، العدد الثاني ، السنه ١٣ ، محرم ١٤٠٨ ه / ١٩٨٧ م ، ص ٩٨ ـ ١٢٥.
(٢) المقري : نفح الطيب ، ج ٢.