ط ـ الناحية الاجتماعية :
شكلت النواحي الاجتماعية جانبا لا يستهان به من فن الرحلة عند المغاربة والأندلسيين ، وهي من أبرز خصائصها. وقد أفاض في هذا الجانب الرحالة ابن جبير وابن بطوطة من خلال تسجيلهما لتلك الناحية لأهل الحجاز ـ مكة المكرمة والمدينة المنورة ـ ويمكننا القول إن ابن بطوطة استطاع أن ينقل لنا صورة دقيقة لمظاهر الحياة الاجتماعية لأهل مكة والمدينة خلال عصره (١).
ي ـ الناحية الاقتصادية :
تعرض الرحالة المغاربة والأندلسيون للإشارة إلى الناحية الاقتصادية.
ونستطيع استنتاج تلك الجوانب من خلال ما أوردوه في كتبهم. فمن ذلك ما ذكره التجيبي عن الحجاز : أن بجدة عاملا من قبل أمير مكة مهمته الأساسية قبض المكوس (٢) والضرائب من الحجاج. وقد أظهر التجيبي تذمره من هذه المكوس والضرائب لعدم مشروعيتها (٣) فقال : " والله تعالى يصلح أحوال الجميع ويعظم الأجر بذلك فعلى قدر النفقة والنصب يكون الأجر" (٤). ومعنى هذا أن المكوس والضرائب كانت تشكل أحد موارد الدخل لأهل الحجاز في تلك الفترة.
ك ـ الناحية الدينية :
حظيت الناحية الدينية بنصيب وافر من اهتمام الرحالة. حيث تناولت كتاباتهم قضية تعدد المذاهب الإسلامية المنتشرة في الحجاز. وقد أشار ابن جبير لهذا الموضوع (٥).
__________________
(١) أنظر ابن جبير : الرحلة ، ص ١٠١ ـ ١١٠ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٤٨ ـ ١٤٩.
(٢) (المكس) الضريبة التي يأخذها الماكس وأصلها الجباية : انظر ابن منظور : لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٢٠.
(٣) وأول مكس فرض على الحجاج المسلمين كان من قبل القرامطة سنة ٣٢٧ ه / ٩٣٤ م وهي" أول سنة مكس فيها الحاج ولم يعهد ذلك في الإسلام" ، انظر ابن الجوزي : المنتظم ، ج ٦ ، ص ٢٩٦ ؛ ابن فهد : إتحاف الورى ، ج ٢ ، ص ٣٨٧.
(٤) التجيبي السبتي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٢.
(٥) ابن جبير : الرحلة ، ص ٧٨ ـ ٨٠.