منها مع تصحيح ما وقعوا فيه من أخطاء. وقد ساعد الرحالة على انتهاج الأسلوب العلمي السليم في كتاباتهم ما وصلوا إليه من علم غزير وسعة فهم مع حرصهم على تدوين ملاحظاتهم أولا بأول ، ومن لم يتسن له ذلك قام بتدوين رحلته عقب عودته إلى بلاده والتزامه جانب الدقة وقوة الملاحظة في كل صغيرة وكبيرة ، وأحيانا نعثر على بعض الهفوات التاريخية البسيطة ولكنها مع ذلك لا تقلل من أهمية الرحلة ومدى ما تقدمه من مادة علمية متنوعة الموضوعات مما ترتب عليه ازدهار فن الرحلة المغربية والأندلسية على أيدي الرحالة والذي وصل إلى ذروته في القرنين السابع والثامن الهجريين.
* الخصائص الخاصة :
تميز الرحالة المغاربة والأندلسيون بمميزات خاصة في تدوين رحلاتهم فكل رحالة يكمل ما نقص من سلفه ويضيف إلى فن الرحلة لبنات جديدة أعطته صفته وميزته عن باقي الرحالة المسلمين في العالم الإسلامي. فمثلا نجد أن ابن جبير كان أنموذجا يحتذى به ، فهو قد جمع فيها بين الخصائص العامة والخاصة وإن لم يقم فيها بالترجمة للعلماء والأعلام الذين التقى بهم.
بينما نجد أن رحلة الرعيني تميزت بميزة أخرى ، وهى البرامج والمختلفة تماما عما سار عليه ابن جبير إذ انصب اهتمامه على الجانب الثقافي من حيث الترجمة لشيوخه والكتب التي نال إجازتها وغيرها من الأمور المتعلقة بعلم الحديث. فاحتوت بذلك ميزة التعريف بالعلماء ومدى إسهامهم في الحركة العلمية.
وهو أمر لا يقل أهمية عن الجوانب الأخرى المطروقة في غيرها من الرحلات.
أما ابن رشيد فقد اتبع منهج ابن جبير من حيث وصف المراحل في طريقه إلى الحجاز. ولم يلبث أن طغى الجانب العلمي على رحلته حتى إنه يمكن تصنيفها ضمن رحلات البرامج بما حوته من ذكر العلماء والكتب المتداولة