ومن الملاحظ أن بعض الرحالة المغاربة والأندلسيين عند خروجهم من موطنهم لأداء الفريضة وطلب العلم يكون في صحبتهم أحد قرابتهم أو أصدقائهم مثل ابن جبير وابن رشيد والعبدري.
ثالثا : أهمية الرحلات المغربية والأندلسية :
لا شك أن الرحلات المغربية والأندلسية إلى الحجاز ظاهرة أدبية وتاريخية واضحة وجلية ، إلا أنه لم يصلنا منها إلا القليل. بينما حفظت لنا كتب التراجم والتاريخ أسماء رحالة مغاربة وأندلسيين لم نعثر على رحلاتهم أو إنتاجهم أو لم يدونوا رحلاتهم. ومنهم من قام بتدوينها ؛ ولهذه الرحلات المدونة والمحفوظة الفضل في إمدادنا بمعلومات قيمة لم يدر بخلد مؤلفيها أهميتها وقت تدوينها ، خاصة وأنهم أودعوا فيها معظم مشاهداتهم عن الحجاز. والتي قد لا نجدها في كتب التاريخ المعاصرة من حيث الوصف الدقيق للمدن ونمط الحياة فيها. فأثنوا على الحسن من عاداتها ، ودعوا إلى البعد عن الشاذ منها ، مع ذكر المراحل والمسافات التي قطعوها والصعوبات التي واجهتهم أثناء الطريق إلى الحجاز وعارفة أشراف الحجاز بأهلها وبالملوك والأمراء والمجاورين مع وصف للحياة الاجتماعية والثقافية والمدارس الموجودة فيها ونشاط العلماء والمصادر المعتمدة في الدراسة بالحجاز.
فهذا الجانب المهم من تاريخ الحجاز والذي حفلت به كتب الرحلات المغربية والأندلسية ، والتي لم تحظ باهتمام المؤرخين المتخصصين. فهي بحق تعد من أصدق المصادر التاريخية للحجاز في هذه الفترة.
وعلى هذا يمكننا القول : إن نمط كتب الرحلات المغربية والأندلسية فن قائم بذاته زاخر بالكثير من المعلومات التي تهم المؤرخ والجغرافي وعالم الاقتصاد وعالم الاجتماع. فأهميتها تتجلى بما تحويه من مادة علمية عن تلك النواحي ، مكتوبة بأسلوب أدبي منسق خال من الأساطير إلا ماندر ، والمعتمد