على المشاهدة والسماع في ملاحظة مختلف المظاهر ومن ثم تدوينها.
ولا شك أن المتمعن في كتب الرحلات يجد أن هؤلاء الرحالة يتفاوتون في درجة ملاحظاتهم واهتمامهم ببعض النواحي دون الأخرى. ومن هنا ظهرت لنا أهميتها في النواحي الآتية :
١ ـ أهميتها من الناحية العلمية :
إن رغبة الرحالة المغاربة والأندلسيين في أداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة وارتياد مراكز العلم في المشرق بعد أن تجاوزوا سن الطلب ووصلوا إلى سن تؤهلهم بمجالسة كبار العلماء للأخذ والعطاء ، وبهذا أثريت الناحية العلمية بفضل هذا التبادل العلمي القائم على الالتقاء بكبار العلماء للأخذ والرواية عنهم والحصول على إجازاتهم العلمية في المراكز التي وصلوا إليها والتي تعد ينابيع فياضة بالعلم والمعرفة. وبهذا أصبح الرحالة رسل علم ومعرفة وحلقة اتصال وتبادل فكري وعلمي بين الشرق والغرب أتاح لأهل المغرب والأندلس النهل من علوم المشرق على أيدي هؤلاء الرحالة الذين قاموا بتدريس تلك العلوم وخاصة علوم الحديث وملحقاته لمواطنيهم إلى جانب ذكرهم للمدارس ومنشئيها وأماكنها والعلماء المتصدرين للتدريس فيها.
لذا فكتب رحلاتهم في هذه الناحية تعد من أهم الكتب التي تشير بوضوح للجانب الثقافي والعلمي مع الكشف عن الأصول والمنابع التي استقى الرحالة علومهم منها. وعلى ضوء ذلك تعد من أهم المصادر عن الحركة العلمية في الحجاز.
٢ ـ أهميتها من الناحية الاجتماعية :
شكلت الناحية الاجتماعية جانبا لا يستهان به في كتابة الرحلات المغربية والأندلسية. حيث إن رحلتي ابن جبير وابن بطوطة سجلات حافلة بالجوانب الاجتماعية التي تبين ما كان عليه أهل الحجاز من عادات وتقاليد وخاصة في مكة المكرمة ؛ وبذلك عرفنا الكثير عن ذلك المجتمع في الفترة التي