بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة :
التطور سنة الكون ومثل ذلك التقدم ، فصحيح أن الأركان الأساسية لخطة موسوعتي هذه لم تتغير ، لكنها تطورت وتحسنت بالفهم والأداء ، فقد كنت من قبل قد نشرت مختارات من تاريخ دمشق لابن القلانسي ، لكن بعد إقدامي على نشر عدد من الأصول الأوربية كاملة ، لتقديم صورة «بانور امية» لما كان يجري في المشرق الشامي ، وفي الغرب الأوربي ، لأن ذلك يساعد على فهم أعمق لمختلف العوامل التي أسهمت في أحداث الحروب الصليبية ، إن سلبا أو إيجابا ، وجدت توفر الحاجة لتقديم نص عربي شامي مكافىء ، وصحيح أنني كنت قد نشرت كتاب الروضتين لأبي شامة مع ذيله بالكامل ، وجدت هناك حاجة لنشر المتوفر من الأصول التي اعتمد عليها أبو شامة ، ثم نشر ما كتب بعد أبي شامة ، ووجدت ضالتي في تاريخ دمشق لابن القلانسي ثم في الأجزاء الأخيرة من مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ، لكن بقيت الصورة غير كاملة ، فكان أن أكملتها من كتاب ذيل مرآة الزمان لليونيني ، وهنا اقتديت بسنة ابن القلانسي الذي كتب «ذيلا مذيلا» [انظر المقدمة المقبلة] فصنعت تكملة لهذا الذيل المذيل ، أوصلت به الرواية إلى ما بعد تحرير عكا ، وطي الصفحة الأهم في تاريخ الحروب الصليبية.
ومثلما كان ابن القلانسي شاهد عيان لأحداث الحملتين الصليبيتين الأولى والثانية ، كان سبط ابن الجوزي شاهد عيان للأحداث التي وقعت من بعد وفاة صلاح الدين حتى ما بعد الحملة الصليبية السادسة ، ومن بعد وفاته كان اليونيني شاهد عيان للغزو المغولي ، ولتأسيس سلطنة المماليك ، ولإنجازات السلاطين : بيبرس ، وقلاوون الألفي ، والأشرف خليل بن قلاوون.