رايتها الصليبيون منذ إعلان البابا أوربان الثاني عام ١٠٩٥ عن الحرب المقدسة ضد الإسلام والمسلمين.
وكان ابن الجوزي قد رزق بثلاثة أولاد ، وبعدد ، من البنات ، منهن واحدة حملت اسم رابعة ، زوجها أبوها للمرة الثانية بعد وفاة زوجها من حسام الدين قزا أوغلي بن عبد الله ، وكان تركيا من مماليك الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة.
وكانت رابعة كأخواتها سمعت الحديث النبوي على أبيها ، وعلى غيره من المحدثين ، وأنجبت ابنها يوسف سنة ٥٨٢ ه / ١١٨٦ م ، ولما ترعرع يوسف أخذه جده إليه ، وتكفل بتعليمه ، وتوجيهه ، فغدا أشبه الناس به ، لا سيما في مجال الوعظ والتأثير الشعبي ، وعندما غدا يوسف شابا يقارب العشرين من عمره ، كان جده قد توفي ، فقرر أن يفارق بغداد ويقصد بلاد الشام.
وعندما نقرأ الأجزاء الأخيرة من كتاب مرآة الزمان ، ومثل ذلك عندما نقرأ ذيل الروضتين لأبي شامة نلتقي مرارا بأخبار سبط ابن الجوزي ، ونشاطاته في بلاد الشام والجزيرة ، فهو قد حظي بمكانة رفيعة بين علماء دمشق ، وأقبل الناس على مجالس وعظة ، ونشأت له علاقات جيدة بأبناء العادل الأيوبي ، ولم تقتصر نشاطاته على الميادين العلمية ، والدعوة إلى الجهاد ، بل كان له دوره الفعال في نجدة أهل الشام للكامل الأيوبي أثناء التصدي للحملة الصليبية الخامسة ، ثم إنه جند بعد ذلك جيشا من المتطوعة غزا به الأراضي التي كان يحتلها الفرنجة في فلسطين.
ومثلما قلد سبط ابن الجوزي جده في أعمال الوعظ ، جذبه ميدان التاريخ ، فصنف على غرار منتظم جده «كتاب مرآة الزمان في تاريخ الأعيان» ، وعرض السبط ـ مثلما فعل جده ـ المواد الإخبارية وفق طريقة الحوليات ، كل حولية على حدة ، وأتبع ذلك بتراجم وفيات تلك