أنظر إلى بياض كشحيه ، من فوق البرد ، وإنه ليطاعنهم بالرمح ، قد أعجلوه أن يلبس سلاحه وثيابه ، قال : فمضينا وتركناه ، قال : فما هو إلّا أن مضت ساعة إذ سمعت : الله أكبر ، قتل الله الخبيث.
قال أبو مخنف : حدّثني المشرقي (١) ، عن عبد الرّحمن بن عبيد أبي الكنود قال : أنا والله صاحب الكتاب الذي رأيته مع العلج وأتيت به أبا عمرة ، وأنا قتلت شمرا ، قال : قلت : هل سمعته يقول شيئا ليلتئذ؟ قال : نعم ، خرج علينا فطاعننا برمحه ساعة ثم ألقى رمحه ثم دخل بيته فأخذ سيفه ثم كرّ علينا وهو يقول (٢) :
نبهتهم ليث عرين باسلا |
|
جهما محيّاه يدقّ الكاهلا |
لم ير يوما عن عدو ناكلا |
|
إلّا كذا مقاتلا أو قاتلا |
يبرحهم ضربا ويروي العاملا |
٢٧٦٣ ـ شمر بن عبد الله الخثعمي ، ثم القحافي
من أصحاب معاوية ، وشهد معه صفّين (٣) ، وشفع عنده لكريم بن عفيف الخثعمي من أصحاب حجر فوهبه له ، له ذكر.
__________________
(١) بالأصل : «الشرمي» والمثبت عن الطبري.
(٢) الرجز في الطبري ٦ / ٥٤.
(٣) انظر وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٢٥٧.