البغداذيين ، كان ببخارا رجل حافظ يلقب بجمل (١) ، وكان صالح وهذا الحافظ يمشيان ببخارى فاستقبلهما جمل عليه وقر جزر ، فأراد ذلك الحافظ أن يخجل صالحا فقال : يا أبا علي ما هذا الذي على البعير؟ فقال له صالح : أما تعرفه؟ قال : لا ، قال : هذا أنا عليك ، أراد : جزر على جمل.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا هنّاد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن أحمد الغنجار ، نا خلف بن محمّد قال : سمعت صالح بن محمّد يقول : اختلفت إلى علي بن الجعد أربع سنين وكان لا يقرأ إلّا ثلاثة أحاديث كل يوم ، أو كما قال (٢).
قال وأنا محمّد بن أحمد قال : سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول : سمعت [أبا](٣) علي صالح بن محمّد يقول : كان علي بن الجعد يحدّث عليه أحاديث لكل إنسان عن شعبة قال : وسمعت صالحا يقول : كان عند علي بن الجعد ثلاثة أحاديث عن مالك بن أنس قال : فسألته عن حديث فحدّثني به ، ثم سألته عن الحديث الآخر ، فحدّثني به ، ثم سألته عن الثالث فقال لي : لا كرامة لك ، هذه الثلاثة الأحاديث سمعته من مالك بن أنس في ثلاثة أعوام تريد أن تسمعه في ساعة ، قيل لأبي علي صالح : كان يذكر فيه الخير ، قال : كان يقول : أخبرنا مالك ، كان حدثه مالك بن أنس.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، قال : قال لنا السّعداني : حضرت صالح وعنده نصرك ، فقال : حدّثنا فلان ، عن الحميدي ، عن سفيان ، عن الزبيري ، عن مالك فقال له صالح : كذا يقول الزبيري ، وإنما هو الزبيري مصعب صاحبنا ، حدّث عنه ابن عيينة حرفا حدّثناه ابن عبّاد عن سفيان ، وقال نصر : صالح المرّي عن الزهري فقال له صالح : كذا تقول ، إنما هو صالح الناجي عن الزهري ، قال : وسمعت أبا يعلى الموصلي يقول : بات صالح جزرة عندي هاهنا عشر ليال ينتحب على شيوخ الموصل وكان بطالا.
أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، نا وأبو النجم السّيحي ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنا
__________________
(١) عن تاريخ بغداد : «بجمل» وبالأصل : بحمل ، بالحاء المهملة.
(٢) الخبر في سير الأعلام ١٤ / ٢٧.
(٣) زيادة منا للإيضاح.
(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٩ / ٣٢٤.