الجامع إذ أقبل ذلك الرجل فقعد معنا ثم التفت إلى صالح جزرة فقال : ما أسند (١) أبان بن تغلب؟ قال : فقال له صالح : ومن أبان حتى يهتم بحديثه أو يجمع ، قال : وأساء عليه الثناء في مذهبه. أنفع من هذا إيش أسند سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة ما عند الزهري عنه ، ما عند يحيى بن سعيد عنه ، ما عند علي بن زيد عنه ـ زاد ابن بقاء : وذكر عدة قال : فيلج الرجل قال : فيلج الرجل (٢) ، قال الباغندي : فوقع لسعيد بن المسيّب في ذلك الوقت في قلبي حلاوة ، فما زلت أجمعه ، أو كما قال حمزة.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد قال : كتب إليّ أبو ذرّ عبد بن أحمد الهروي من مكّة ، وحدّثني عبد الغفار بن عبد الواحد الحافظ قال : سمعت أبا إسحاق المستملي يقول : سمعت إسحاق بن عبد الرّحمن القارئ يقول :
أعطاني صالح الحافظ الملقب جزرة جزأ فكنت أكتبه ، فرأى الجزء في يدي أبو ذرّ القاضي فقال لي : اشتر لي قليل فستق ، فلما ذهبت أخذ الجزء قد ذهب (٣) فيه أشياء ، ولما جئت إلى صالح وقرأت عليه الجزء رأى موضعا ، فأصلح ، وموضعا آخر فأصلح ، فلما كان الثالث تغيّر وقال : أما سمعت بي ، أما عرفتني؟ فقلت : يا سيدي ، أنا لا أعلم شيئا من ذلك ، فقال : إلى من دفعت الجزء؟ فقلت : أخذ مني الجزء أبو ذرّ القاضي ، فقال : هذا من فعل ذاك العيّار ، أراد أن يخزيني (٤).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنا هنّاد بن إبراهيم بن محمّد ، نا محمّد بن أحمد الحافظ ، قال : سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول : اختلفت إلى أبي علي صالح بن محمّد ثلاث سنين ، وكان يقرأ إلى كل إنسان عشرين حديثا ، أقلّ أو أكثر ، وكان يعد بأصابعه.
أخبرنا أبو الحسن الموحّد ، أنا هنّاد بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله يحيى بن محمّد بن أحمد.
__________________
(١) بالأصل : «ما اعتد أبان بن ثعلب؟» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٢) كذا مكررة بالأصل ، وفي تاريخ بغداد : فبلح الرجل.
(٣) كذا بالأصل وفي مختصر ابن منظور ١١ / ٤١ غيّر.
(٤) في المختصر : يجربني.