دخل أبو سفيان على علي والعبّاس فقال : يا علي ، وأنت يا عبّاس ما بال هذا الأمر في أذلّ قبيلة من قريش وأقلّها ، والله لئن شئت لأملأنها عليه خيلا ورجالا ، ولأثورنّها عليه من أقطارها ، فقال له علي : لا والله ما أريك أن تملأها عليه خيلا ورجالا ، ولو لا أنا رأينا أبا بكر لذلك أهلا ما خلّيناه وإياها ، يا أبا سفيان إنّ المؤمنين قوم نصحة بعضهم لبعض ، متوادّون ، وإن بعدت ديارهم وأبدانهم ، وإنّ المنافقين قوم غششة بعضهم لبعض.
نا (١) إسماعيل بن طريح ـ يعني ـ عن أبيه ، عن جده : أن أبا سفيان رماه حدي سعيد بن عقبة (٢) يوم الطائف بسهم فأصاب عينه ، فقال : يا رسول الله هذه عيني قد أصيبت في سبيل الله ، فقال : «إن شئت ، أن دعوت الله فردّت عليك وإن (٣) بعين في الجنة» قال : عين في الجنة ، كذا في الأصل ، فالصّواب : رماه جدّي [٥١٣٦].
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد البغدادي ، أنا أبو المظفّر محمود بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن جعفر الكوسج المعدل ، أنا إبراهيم بن السدي بن علي ، أنا أبو عبد الله الزبير بن بكّار بن عبد الله الزبيري ، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى ، ومحمّد بن سلمة ، قالا : نا إسماعيل بن طريح بن إسماعيل بن سعيد بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سعيد بن عبيد الثقفي ، قال :
رأيت أبا سفيان بن حرب يوم الطائف قاعدا في حائط ابن يعلى يأكل (٤) قرة فرميته فأصبت عينه ، فأتى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله هذه عيني أصيبت في سبيل الله ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن شئت تردّ عليك ، وإن شئت فالجنة» قال : الجنة [٥١٣٧].
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه أبو الحسن ، قالا : أنا أحمد بن علي بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، قال : أنا الوليد بن مسلم ، وعبد الأعلى بن مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز :
__________________
(١) كذا ورد السند بالأصل.
(٢) في الإصابة : سعيد بن عبيد الثقفي.
(٣) بياض بالأصل ، والعبارة في الإصابة : وإن شئت فالجنة.
(٤) الأصل : فأكل.