أن أبا سفيان [أصيبت](١) عينه يوم حنين أو الطائف ـ شك المحدّث ـ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اختر ، إن شئت عينك أو عينا في الجنة» فاختار عينا في الجنة ، ثم أصيبت عينه الأخرى يوم اليرموك فعمي [٥١٣٨].
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد ، حدّثنا السري بن يحيى ، نا شعيب بن إبراهيم ، عن سيف بن عمر ، عن مسعر بن كدام ، عن رجل قال :
كان سفيان بن حرب قاصّ (٢) الجماعة يوم اليرموك ، يسير فيهم ويقول : الله الله عباد الله انصروا الله ينصركم ، اللهمّ هذا يوم من أيامك ، اللهمّ أنزل نصرك على عبادك (٣)
قال : ونا سيف ، عن أبي عثمان ، عن خالد ، وعبادة ، قالا : وكان أبو سفيان (٤) يسير فيقف على الكراديس (٥) فيقول : الله الله إنكم ذادة العرب ، وأنصار الإسلام ، وإنهم ذادة الروم ، وأنصار الشرك ، اللهمّ هذا يوم من أيّامك ، اللهمّ انزل نصرك على عبادك (٦).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٧) ، نا سليمان أبو داود الطيالسي ، أنا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبيه قال :
خمدت الأصوات يوم اليرموك والمسلمون يقاتلون الروم ، إلّا صوت (٨) رجل يقول : يا نصر الله اقترب ، يا نصر الله اقترب ، يا نصر الله اقترب فرفعت رأسي أنظر فإذا هو أبو سفيان بن حرب تحت راية ابنه يزيد بن أبي سفيان (٩).
__________________
(١) زيادة منا للإيضاح.
(٢) عن الوافي بالوفيات وبالأصل : «قاض» وفي مختصر ابن منظور ١١ / ٦٥ قاضي.
(٣) الخبر في الوافي بالوفيات ١٦ / ٢٨٥.
(٤) بالأصل : أبو يوسف ، خطأ.
(٥) الكراديس جمع كردوس ، وهو القطعة العظيمة من الخيل ، وهي كتائب الخيل.
(٦) الخبر في تاريخ الطبري ٣ / ٣٩٧ وأسد الغابة ٥ / ١٤٩ في أخبار أبي سفيان (باب الكنى).
(٧) ليس لأبي سفيان ترجمة في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.
(٨) بالأصل : «صوات» والصواب عن تهذيب الكمال ٩ / ٧١.
(٩) الخبر في تهذيب الكمال ٩ / ٧١ والإصابة ٢ / ١٧٩.