وكانت بينهم في ذلك وقعة قتل فيها من المضرية نحو من خمسمائة والوالي يومئذ على دمشق شعيب بن حازم بن خزيمة ، وذكروا منه تعصبا فوجه أمير المؤمنين محمّد بن منصور بن زياد إلى أهل دمشق ، وأمره بدعاء الفريقين جميعا إلى الرجوع مما هم عليه على أن يحمل من بيت ماله ما كان بينهم من الدماء ويعفوا عنهم ، ووجّه معه جماعة من خدمه وحرسه وقواده من أهل الشام من أهل الفريقين بعد استخلافه (١) إياهم على المناصحة والاجتهاد في إطفاء هذه الفتنة ، وأمر محمّد بن منصور بعزل شعيب بن حازم وتولية من أحب الفريقان ورضوا به ، وأن يحمل في إصلاح ذلك بينهم على بيت المال بدمشق ، فمضى محمّد لما وجّه له من ذلك ، وأصلح الأمر وقدم معه من وجوه أهل دمشق من الفريقين بنحو من عشرين رجلا ، وفيها عزل شعيب بن حازم عن كور دمشق ، وفيها قدم على أمير المؤمنين رجل من بني أمية من أنفسهم كان بدمشق ، وقد تنصّر ، ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائة ، وفيها عزل شعيب بن حازم عن كور دمشق بسبب العصبية التي كانت بها ، وولي بعده إبراهيم بن محمّد بن إبراهيم ، عقد له عليها يوم الخميس تسع خلون من جماد الآخرة ، وضم إليه ابن أبي خالد المروزيادي (٢) ، ووصل بخمسة آلاف دينار ، وكان إبراهيم بمدينة السّلام فوجّه إليه أمير المؤمنين منحج الخادم فأشخصه (٣) وفيها سخط أمير المؤمنين على الحسين بن عمران بن المنهال بن قتان وكان (٤) خراج دمشق وحبس عند رشد واستعفى ماله وذلك يوم السبت سلخ جمادى الآخرة بسبب عبد الملك بن صالح.
٢٧٤٢ ـ شعيب بن دينار
أبو بشر بن أبي حمزة الحمصي (٥)
مولى بني أمية ، كان كاتبا لهشام بن عبد الملك بالرصافة ، وسمع فيها من
__________________
(١) في تحفة ذوي الألباب : استحلافهم.
(٢) كذا رسمها بالأصل.
(٣) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(٤) بياض بالأصل مقدار كلمة.
(٥) ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٥٠٦ والوافي بالوفيات ١٦ / ١٦٠ تذكرة الحفاظ ١ / ٢٢١ سير الأعلام ٧ / ١٨٧ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
وبالأصل «حمزة» والتصويب «حمزة» عن مصادر ترجمته.