وأما حارثة بن عوف بن أبي حارثة ، صاحب الحمالة ، فهو الذي حمل الدماء بين عبس وذبيان وشاركه في الحمالة خارجة بن سنان أخو هرم بن سنان ، وفيهما يقول زهير بن أبي سلمى المزني قصائد منها قوله :
على مكثريهم حق من يعتريهم |
|
وعند المقلين السماحة والبذل |
وهل ينبت الخطي إلّا وشيجه |
|
وتغرس إلا في منابتها النخل |
قلت : وقد كان المعز فتح الدين إسماعيل بن سيف الإسلام طغتكين بن أيوب بن شاذي ملك اليمن ، ادعى نسبا في بني أمية ، وادعى الخلافة ، وبلغ ذلك عمه الملك العادل رحمهالله ، فأنكر ذلك ، وقال : ليس لهذا أصل.
وسمعت الملك الأمجد تقي الدين عباس بن العادل رحمهالله ، وقد جرى ذكر نسبهم ، وقول بعض الناس إنهم من بني أمية ينكر أن يكون لهم نسب في بني أمية ، وقال ما معناه لو كان عمي صلاح الدين رحمهالله قرشيا لولي الخلافة فإن شروطها اجتمعت فيه ما عدا النسب ، وكان نجم الدين أيوب رحمهالله قد جعله عماد الدين زنكي دوادار ببعلبك لما فتحها ، وفي قلعة بعلبك ولد له الملك العادل سيف الدين أبو بكر رحمهالله والد صاحب هذه الترجمة ، والله أعلم.
يوسف بن قز أوغلي بن عبد الله ، أبو المظفر شمس الدين البغدادي الواعظ المشهور ، سبط أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي رحمهالله ، كان والده حسام الدين قز أوغلي من مماليك الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة رحمهالله ، وكان عنده بمنزلة الولد ، فأعتقه وخطب له ابنة الحافظ جمال الدين ، وكانت قد تأيمت بوفاة زوجها ، فلم يمكن الشيخ جمال الدين إلا إجابة الوزير إلى ذلك ، فزوجها منه فأولدها شمس الدين المذكور ، فلما ترعرع اجتذبه جده إليه وأشغله ، وتفقه وأسمعه الكثير عليه وعلى غيره ، وكان أوحد زمانه في الوعظ ، حسن الإيراد ترق لرؤيته