وسلاحا كانت عنده فقال صفوان : أو كرها؟ فقال : «لا بل طوعا» ، فأعاره الأداة والسّلاح التي كانت عنده ، ثم خرج صفوان مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو كافر ، يشهد حنينا والطائف ، وهو كافر ، وامرأته مسلمة ، فلم يفرّق رسول الله صلىاللهعليهوسلم بينه وبين امرأته حتى أسلم صفوان ، واستقرت امرأته بذلك النكاح ، كذا يقول مالك : وهب بن عمير ، وإنما هو وهب بن عمير [٥١٨٠].
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (١).
ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، ثنا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنبأ أبو الحسين بن الفضل ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ، نا القاسم بن عبد الله (٢) بن المغيرة ، نا ابن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة قال : وفرّ (٣) صفوان بن أمية عامدا للبحر ، وأقبل عمير بن وهب بن خلف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فسأله أن يؤمن صفوان بن أمية ، وقال : إنه قد هرب فارا نحو البحر ، وقد خشيت أن يهلك نفسه ، فأرسلني إليه بأمان يا رسول الله ، فإنك قد أمنت الأحمر والأسود ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أدرك عمك (٤) فهو آمن» ، فطلبه عمير فأدركه ، وقال له : قد أمّنك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال صفوان : فو الله لا آمن لك حتى أرى علامة بأمان ، فقال عمير : أمكث مكانك حتى آتيك بها ، فرجع عمير إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : إن صفوان أبى أن يوقن لي حتى يرى منك آية يعرفها ، فانتزع رسول الله صلىاللهعليهوسلم برد حبرة كان معتجرا بها حين دخل مكة ، فدفعه إلى عمير بن وهب ، فلما رأى صفوان البرد أيقن واطمأنت نفسه ، وأقبل مع عمير حتى دخل المسجد على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال صفوان : أعطيتني ما يقول هذا من الأمان؟ قال : «نعم» ، قال : اجعل لي شهرا قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بل لك شهران لعل الله أن يهديك» ـ.
وقال ابن شهاب : نادى رسول الله صلىاللهعليهوسلم صفوان وهو على فرسه ، فقال : يا محمّد أمنتني كما قال هذا إن رضيت وإلّا سيرتني شهرين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انزل أبا
__________________
(١) الخبر في دلائل النبوة للبيهقي ٥ / ٣٩ و ٤٦.
(٢) بالأصل بعدها : «العبدي» والمثبت يوافق عبارة البيهقي.
(٣) دلائل البيهقي : ومرّ صفوان.
(٤) دلائل البيهقي : أدرك ابن عمك.