قال : وقال الأحنف : كثرة الخصومة تنبت النفاق في القلب.
وقال الأحنف : أحسن الناس عيشا من حسّن عيش من هو دونه في عيشه ، وأسوأ الناس عيشا من لا يعيش معه أحد.
قال : وقال الأحنف لرجل أوصاه : إيّاك والكسل والضجر ، فإنك إذا كسلت لم تؤدّ حقا ، وإذا ضجرت لم تصبر على حقّ.
قال : وقال الأحنف : إذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس فاذكر قدرة الله على عقوبتك ، وانتقام الله لهم منك ، وذهاب ما أتيت لهم عنهم ، وبقاء ما أتيت لهم عليك.
قال : وثنا الأصمعي ، نا الفضل بن عبد الملك بن أبي ... (١) ، قال : قال الأحنف : لا ينبغي للعاقل أن ينزل بلدا ليس فيه خمس خصال : سلطان ظاهر (٢) ، وقاض عادل ، وسوق قائمة ، ونهر جار ، وطبيب عالم.
قال : وثنا الأصمعي ، ثنا العلاء بن جرير ، عن أبيه قال : قال الأحنف : من السّؤدد الصّبر على الذلّ ، وكفى بالحلم ناصرا.
قال : ونا الأصمعي ، نا العلاء بن جرير ، عن أبيه ، قال : قال الأحنف : لو جلس إليّ مائة لأحببت أن التمس رضا كل واحد بما يسرّه.
قال : ونا الأصمعي ، نا العلاء ، حدّثني أبي قال : كان الأحنف إذا أتاه رجل أوسع له ، فإن لم يكن له سعة أراه (٣) كأنه يوسع له.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، أنبأ أبو محمّد بن زبر القاضي ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي قال : خبرنا الأصمعي ، نا مبارك ، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث قال : كانت مجالسة الأحنف تعجبني وأنا غلام ، قال : فقرأ مرّة حرفا سقط فقلت : ليس هو كذا ، قال : فنظر في وجهي وسكت ، فلقيته من الغد ، فقال : إنّي نظرت في المصحف فوجدته كما قلت.
قال إسماعيل : ذكر أنه أخطأ خطأ فاحشا كنى عنه نصر.
__________________
(١) رسمها بالأصل : «شون».
(٢) في مختصر ابن منظور ١١ / ١٤٧ قاهر.
(٣) غير واضحة بالأصل وقد تقرأ «أنا» والمثبت عن سير الأعلام ٤ / ٩٤ وفيها : وسّع له بدل أوسع له.