وقال : أحزم الولاة من لم يكابد مكابدة عدوه بالقتال ما وجد إلى غير القتال سبيلا.
وقال : رأس سياسة الوالي خصال ثلاث : اللين للناس ، والاستماع منهم ، والنظر في أمورهم.
ورأس مروءة الوالي خصال ثلاث : حبّ العلم والعلماء ، ورحمة الضعفاء ، والاجتهاد في مصلحة العامة.
وكان لا يتمّ أمر السّلطان إلّا بالوزراء والأعوان ، ولا ينتفع الوزراء والأعوان إلّا بالمودة والنصيحة ، ولا تنفع المودة والنصيحة إلّا بالرأي والعفاف (١).
وقال : أعظم الأمور فيها على الملوك خاصة وعلى الناس عامة أمران : أحدهما أن يحرموا صالح الوزراء والأعوان ، والآخر أن يكون أعوانهم ووزراؤهم (٢) غير ذي مروءة ولا حياء.
وقال : ليس شيء أهلك للوالي من صاحب يحسن القول ولا يحسن العمل.
وقال : حلية الولاة وزينتهم : وزراؤهم ، فمن فسدت بطانته كان كمن غصّ بالماء ، ولم يصلح شأنه.
وقال : لا تعدّنّ شتم الوالي شتما ، ولا إغلاظه إغلاظا ، فإن ريح العزة يبسط اللسان بالغلظة في غير بأس ، ولا سخطة.
وقال : إن أصبت جاها عند السّلطان فلا يحدث (٣) ذلك لك تغيّرا عن حالك التي تعرف بها في أخلاقك وأفعالك ، فإنّك لا تدري متى ترى جفوة أو تغيّر منزلة فيتحول عن حالك ، وفي تلوّن الحال ما فيها من السخف والعار.
قال : وقال الأحنف : يجب على الخلق من حقّ الله التعظيم له ، والشكر ، ويجب على الرعية من حقّ السلطان الطاعة له ، والسّمع والمناصحة ، ومن حقّ الرعية على السّلطان الاجتهاد في أمورهم.
__________________
(١) سير الأعلام ٤ / ٩٥ وفيها : «إلّا بالرأي والعفة».
(٢) بالأصل : «ووزرائهم».
(٣) بالأصل : «يحدس» ولعل الصواب ما ارتأيناه.